لا توجد أزمة في القمح في اليمن وليس هناك مخاوف من مجاعة لأنها موجودة فعلا بسبب الحرب والنزوح وتوقف الرواتب وتوقف الأعمال و مصادر الدخل ، ولن تحدث مجاعة لان التاجر فاهم أعلن التوقف عن استيراد القمح . يغطي فاهم 11% من واردات القمح ، فيما تغطي مجموعة شركات هائل سعيد أنعم حوالي 35 % من احتياجات اليمن من القمح والبقية تغطى عن طريق العودي والحباري والرويشان وشركة مطاحن حضرموت . وليس دقيقا القول بأن تجار اليمن يوقفون واردات القمح الجديدة ، لأنه ليس خيارا أن يعلنوا عن إيقاف الواردات أو استئنافها ، هذا يعود لظروف الحرب والاقتصاد والقطاع المصرفي .
ولقد توقف البنك المركزي عن تغطية واردات البلاد من القمح والغذاء منذ مطلع العام الجاري وقبل قرار نقل إدارة عملياته إلى عدن بأشهر ، وتوقف عن تقديم الضمانات للمستوردين .
وخلال العام الجاري تولى القطاع التجاري الخاص تغطية حوالي 95 % من واردات اليمن من القمح والسلع الغذائية والوقود ، قبل أن تتوقف واردات القمح والوقود منذ حوالي شهر نتيجة نقل نظام التحويلات المالية ( سويفت) الى عدن .
ويقول مسئولي البنك المركزي بعدن أنه سيتم تشغيل نظام التحويلات خلال أيام وسيكون بمقدور التجار الحصول على الضمانات المطلوبة من خلاله .
لا وجود لأزمة قمح ، والكميات المتوفرة في السوق تكفي لستة أشهر على الأقل ، وهناك كميات كبيرة لا زالت تصل إلى الموانئ اليمنية حتى اليوم ، وهي كميات تم شراؤها قبل قرار نقل نظام التحويلات.
وبحسب إحصائيات منشورة في الموقع الالكتروني لمؤسسة خليج عدناليمنية ، اليوم ، يوجد 24 سفينة في ميناء عدن تفرغ حمولاتها من الوقود والسلع ومنها كميات كبيرة من القمح والارز كما توضح حركة السفن في ميناء الحديدة ، اليوم 17 ديسمبر ، وجود عدة سفن تفرغ حمولاتها منها سفينتين محملة بالقمح والدقيق ، حيث يتم تفريغ كميات من الدقيق من السفينة (سي بريز) وتم تفريغ 365 طن والمتبقي على السفينة 5451 ، كما تم تفريغ كمية 2085 من الدقيق المجون من السفينة( اشهد1) والكمية المتبقية على السفينة 1807 ، بحسب الإحصائيات المنشورة على الموقع الالكتروني لمؤسسة موانئ البحر الأحمر .
وفي ميناء الحديدة فان المشكلة ليست في أن فاهم جروب أعلنت عن وقف واردات القمح ، والمشكلة فعلا في عملية تفريغ الكميات والتي تتم ببطء شديد بسبب عدم وجود كارينات ، فالطيران السعودي دمر الكارينات الخاصة بإنزال الحاويات من السفن إلى الرصيف ، ولا يستقبل الميناء سوى السفن التي تملك كارينات خاصة لإنزال الحاويات ، وهذا يؤدي إلى تأخر النقل وتكدس السفن وهناك مشكلة أكبر تتمثل في امتناع شركات النقل من الشحن إلى اليمن, بسبب الوضع الأمني, وبسبب عنتريات الحوثيين باستهداف السفن في البحر الأحمر وباب المندب .
يحتاج محمد فاهم إلى 12 مليون دولار ثمنا لشحنة قمح حمولة 50 ألف طن ، ولديه قيمة الشحنة بالريال اليمني ويريد من البنك المركزي تغطية الشحنة بالدولار ، هذه مشكلته وليست مشكلة اليمنيين ، مشكلته التي قام باستغلالها لنشر الهلع ورفع الاسعار، مشكلته التي نقلها إلى الإعلام الدولي والذي بدوره استغل القصة للتوظيف السياسي وللقول أن قرار نقل البنك أدى إلى توقف القمح وينذر بمجاعة لا تعاني اليمن أزمة قمح ، بل أزمة رواتب ، وحتى أن توفر القمح لا يستطيع الناس شراؤه ، لان مليون و200 ألف موظف يعيلون 7 ملايين إنسان ، رواتبهم متوقفة منذ 4 أشهر وأما المجاعة فمنذ سنوات طويلة ونحن نقرأ بيانات المنظمات الدولية بهذا الخصوص وان اليمن مهدد بالمجاعة ، وعندما ضربت المجاعة مديريات تهامة ، عملت المنظمات المحلية والدولية على توظيفها لجمع التبرعات وجني الأموال والتقاط الصور .