ينجح عفاش في التموضع كمهاجم حتى وهو يخسر. هو يركض في الفراغات القاحلة من الشرعية في السياسة كما في الإعلام. لطالما كان مديناً لخصومه المفترضين، فقد كان حبل نجاته معضم الوقت بحوزتهم !
منذ 2011 مات الف مرة، لكنه كان يتنفس برئة خصومه المفترضين، وكان بؤس أدائهم بكل الوسائل، مخرج طوارئه اللازم عند كل مأزق.
بعد كل هذه الجرائم بحق شعب وبلد، لم نشاهد قيادياً سياسياً أو عسكرياً واحداً يخرج للحديث كمسؤول في سلطة شرعية عن ملاحقة عفاش والحوثي والقيادات الوالغة في الدم كمجرمي حرب.
لم تتحرك أي من سلطات البلاد لا القضائية ولا الحقوقية لإعداد ملفات ملاحقة قضائية حتى من باب الضغط الإعلامي والسياسي، بحق حلف العصبة الإنقلابي وزمرتهم. الأسوأ أن هادي حتى اليوم بلا نائب عام ! سلطة " طسيس " بكل مكوناتها الحزبية، مشغولة بالمكايدات وضخ الصراع الى الميدان بتفاهات لا علاقة لها بالمصير المشترك. عفاش والحوثي اللذين صدرت بحقهما قرارات دولية، وهناك لجنة عقوبات تواصل اتخاذ إجراءات متابعة وتجميد أصول وأموال، يضع رجلأ على رجل، ويخرج بصورة شبه يومية، ضمن معركة إعلامية موازية، ليهاجم السلطة الشرعية ويضعها في موقع المتهم! يقول إنه سيحاكم هادي، ويتحدث بصورة واضحة عن مهمته الوجودية : كقاتل وسمسار حروب.
بينما تنام الشرعية عن هذا الواجب المستحق لملاحقة رموز العصابة الإنقلابية، تقوم العصابة بالمهمة وتصدر، عبر نائب عام مزعوم مذكرات اعتقال وترفع دعاوى قضائية ! مَن من هذه الأصنام، الشرعية ، تحرك ولو كدعاية إعلامية، للمطالبة بالأموال المجمدة باعتبارها مسروقة من قوت اليمنيين، وإستعادتها؟
كم وسيلة إعلامية تتبع شرعية المدوخين، فتحت هذا الملف وركظت خلف خيوطه، لكشف الكثير من الخفايا، وتعرية عصابة اللصوص أمام اليمنيين وتشكيل رأي عام ضاغط لإستعادة الأموال؟ تداري الشرعية كما الأحزاب، رداءة أداءها، خلف فكرة " تعقل " مصطنعة، يمكن مشاهدتها في طوايا منشورات، تؤكد العجز وسوء الإدارة والأداء أكثر من أي شيئ آخر.
أثناء الحرب، عليك تعبئة كل ما تملك لصالح المعركة بالحق والباطل، عليك أن تعرف كيف تحول نقاط ضعفك الى قوة، وأن تخوض الحرب بكل الوسائل. وحروب الإعلام أشد وطأة وتأثيراً أحياناً من الحرب الحقيقية. لا تقرأوا عن حروب الشائعات والدعاية، ولا تتعبوا أنفكسم بقراءة سيرة جوبلز، قائد الدعاية النازية لهتلر. إستدعوا الأمثلة الشعبية حتى إذا كنتم قصر الى هذا الحد : " الهنجمة نصف القتال"...
في حالة الشرعية بأطرافها المدوخة، تحولت نقاط القوة المفترضة، كقوة الحجة والحق، ومشروعية حرب إضطراية لشعب في مواجهة عصابة طائفية، فضلا عن قرارات دولية ووجود تحالف، إلى شيئ تافه أحياناً، وأستغله الخصم الآخر ليبدوكنقاط ضعف!
بسبب هذا " النوم " وفساد الأدوات، شاهدنا أداءا سياسيا وإعلاميا بليداً، بينما يسرح عفاش في كل مساحات الفراغ القاتلة، ليشهر وجوده رغم تهافته وقلة حيلته! لا شك أن عفاش أصبح أقرب الى دونكيشوت آخر، حتى خيله غدا حماراً للحوثي، لكنه يفعل ما تقتضيه ظروف الحرب، والحق أنه يقوم بما يفترض أن يقوم به هادي وطاقمه، مدنيين وعسكريين، وكأن عفاش مازال الرئيس الشرعي !
المحامي الفاشل، يقتل القضايا الكبيرة أكثر من خصومها.. خيرتكم ..