نزح أكثر من 40 ألف شخص خلال الأسبوع الماضي من مدينة الموصل العراقية في حين بدأت القوات المدعومة من الولاياتالمتحدة هجوما جديدا يوم الأحد صوب وسط المدينة القديمة الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية واقتربت من المجمع الحكومي الرئيسي. وتسارعت وتيرة النزوح في الأيام القليلة الماضية مع اقتراب القتال من المناطق الأكثر كثافة سكانية في غرب الموصل وعبرت وكالات إغاثة عن مخاوفها من أن مخيمات النازحين أصبحت شبه ممتلئة.
وأظهر مؤشر المنظمة الدولية للهجرة لتتبع النزوح من الموصل أن عدد المشردين منذ بدء العملية في أكتوبر تشرين الأول تجاوز 206 آلاف يوم الأحد بعدما كان 164 ألفا في 26 فبراير شباط.
وقد يرتفع ذلك العدد كثيرا. وحذرت الأممالمتحدة الشهر الماضي من أن أكثر من 400 ألف شخص أي أكثر من نصف عدد السكان الذين لا يزالون في غرب الموصل قد ينزحون.
واستعادت القوات العراقية السيطرة على الجانب الشرقي من الموصل في يناير كانون الثاني بعد قتال دام مئة يوم وأطلقت هجومها على المناطق الواقعة غربي نهر دجلة في 19 فبراير شباط.
ومن شأن هزيمة الدولة الإسلامية في الموصل سحق الجناح العراقي لدولة الخلافة التي أعلنها زعيم التنظيم المتشدد أبو بكر البغدادي في 2014 على أجزاء من العراق وسوريا.
وأعلن البغدادي الخلافة من على منبر جامع النوري الكبير بالموصل في وسط المدينة القديمة الذي لا يزال تحت سيطرة أتباعه.
وبدأت وحدات الرد السريع وقوات جهاز مكافحة الإرهاب هجوما جديدا في المدينة يوم الأحد بعد توقف لمدة 48 ساعة بسبب الطقس السيئ الذي أعاق الاستطلاع الجوي وسهل على المتشددين شن هجمات مضادة.
وقال مسؤول إعلامي كبير في الوحدات التابعة لوزارة الداخلية إن فرق الرد السريع "قريبة للغاية" من المباني الحكومية قرب المدينة القديمة.
وقال المقدم عبد الأمير المحمداوي لرويترز إنه يتعين السيطرة على المجمع الذي يضم مجلس محافظة نينوى ومباني محافظة نينوى يوم الاثنين.
وسيساعد انتزاع الموقع القوات العراقية على مهاجمة المتشددين في المدينة القديمة القريبة كما سيمثل خطوة رمزية صوب استعادة سلطة الدولة على الموصل على الرغم من كون المباني مدمرة وغير مستخدمة من قبل الدولة الإسلامية.
وسيطرت وحدات الرد السريع على حي الدندان الواقع إلى الجنوب الشرقي من المجمع بينما تقدمت وحدات جهاز مكافحة الإرهاب التي دربتها الولاياتالمتحدة باتجاه منطقتي تل الرمان والصمود في الجنوب الغربي.
ويعتقد الجيش العراقي أن عدة آلاف من المتشددين ومنهم كثيرون جاءوا من دول غربية يختبئون بين المدنيين المتبقين الذين قدرت منظمات إغاثة أعدادهم بنحو 750 ألف شخص في غرب الموصل في بداية الحملة.
ويستخدم المتشددون انتحاريين بسيارات ملغومة وقناصة وشراك خداعية في مواجهة الهجوم الذي يشارك فيه مئة ألف من القوات العراقية والبشمركة الكردية وفصائل شيعية دربتها إيران.
وذكرت تقارير أن المتشددين أطلقوا صواريخ وقذائف مورتر مملوءة بمواد سامة من الجانب الغربي للمدينة باتجاه الشرق الخاضع لسيطرة الحكومة.
وعرضت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مساعدة الحكومة العراقية في التحقيق بشأن استخدام أسلحة كيمائية في الموصل.
وقالت الأممالمتحدة يوم السبت إن 12 شخصا بينهم نساء وأطفال يخضعون للعلاج في اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق إلى الشرق من الموصل للاشتباه في تعرضهم لمواد كيمائية تسبب بثورا واحمرارا للعين وتقيؤا والتهابات.
واستخدم تنظيم الدولة الإسلامية أسلحة كيميائية في 52 مرة على الأقل في العراق وسوريا و19 مرة على الأقل في مناطق حول الموصل خلال الفترة بين 2014 ونوفمبر تشرين الثاني 2016 وفقا لبيانات مؤسسة آي.إتش.إس ماركيت.
وسقط عدة آلاف بين قتيل وجريح في هجوم الموصل حتى الآن سواء من المدنيين أو الجيش وفقا لبيانات منظمات الإغاثة.