الموت حق على كل حي ,ولا اعتراض لنا على مشيئة الخالق سبحانه وتعالى . فلله ما أعطى ولله ما أخذ ,وكم هو مؤلم ومحزن أن يرحل عنا الزميل الإعلامي القدير يحيى علاو في هذا التوقيت الذي نحن في أمس الحاجة لشخص مثله أجمع الكل على اختلاف أطيافهم السياسية على تميزه وإبداعه وغزارة عطائه وسمو أخلاقه ,وفداحة خسارتنا جميعاً بغيابه عنا . فهذا الحب وهذا الحزن وهذا الإجماع على شخصية الراحل علاو هي الحياة الحقيقة له .فإن كان قد مات جسداً فإنه حي يعيش في قلوبنا في وجداننا في ضمائرنا في ثنايا حياتنا ,فهل من الممكن أن يأتي رمضان ويرحل ولا نتذكر بدراً ساطعاً أضاء لنا لياليه سنوات عديدة علماً وحكمةً وثقافة وإيماناً وسياحة ومتعة وفكاهةً ؟ فقد نقل إلينا الوطن بأرضه وإنسانه , بجباله ووديانه , بصحاريه وشواطئه وجزره ,في صورة تلفزيونية رائعة أضاف عليها من روحه المرحة بهجةً ومن نبرات صوته الدافئة نغمة ً ومن ضحكاته العفوية البريئة إنسانيةً ً
علاو أنت حي في زمن ملايين الموتى الذين لم يغرسوا فكراً ولم يكسبوا حباً ولم يصنعوا معروفاً وربما كسبوا آثاماً وأحقاداً . لأجل من قطعت القنوات بثها ,واشتعلت المنتديات دعوات وترحماً ,وخرج الناس أفراداً وجماعات لزيارته مريضاً وتشييعه ودفنه راحلاً , لأجل الفارس الذي ترجل وترك الفرس والميدان لقدرهما وذهب إلى رب عظيم أساله أن يكرمه بجوده وأن يشمله بشآبيب رحمته وأن يحيطه بكرمه وفضله إنه على ذلك قدير .أيها الفارس قد حان الوقت لتستريح ,نم مطمئناً أيها الحي في زمن الأموات .