نشرت صحيفة صوت الشورى في عددها 146 بتاريخ 16 يونيو 2010 ملخصاً عن فتنة طائفية يعد لها حمود الهتار والمشائخ السبعة. وإذا صح ما جاء في تقرير مشائخ الفتنة السبعة، وصح تبني الوزير الهتار له، فإن الهتار ومشائخ الفتنة السبعة يتقاطعون في مشروعهم مع المشروع الصهيوني في المنطقة والذي يعمل على تنمية الصراعات الطائفية داخل المجتمعات العربية والإسلامية. أما المثير للسخرية فهو أن العزيز حمود يقدم نفسه كأحد المدافعين عن حقوق الإنسان التي من أهمها حق الإنسان في اختيار معتقده وفكره.. وقد كان الهتار يوماً رئيس منظمة "حكومية" من منظمات حقوق الإنسان.. ولا يقف الأمر عند ذلك، بل إن الأخ الهتار يقدم نفسه أيضاً كأحد دعاة الوسطية بينما تقرير مشائخه السبعة يقف في الطرف الأقصى ولكن تحت شعار "طاعة ولي الأمر". صلى وصام لأمر كان يدركه فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صام والقاضي الهتار يدعي أنه يحاور شباب القاعدة ليقنعهم بالاعتدال، وقد أعاد الكثير منهم كما يقول إلى طاعة ولي الأمر، وأخشى أن يكون من حاورهم قد أقنعوه بأن ينضم إلى منهجهم وهو في صورة هذا التقرير قاعدي لا ينافسه إلا ابن لادن. وعلى أي حال أنا لا أستطيع أن أجزم بصحة ما جاء في التقرير ولا في تبني القاضي الهتار له ولكني أخشى من طموح الهتار الذي قد يجره ويجر الوطن إلى التهلكة، وذلك بإثارة الصراع الطائفي، وإدخال سلطة الدولة فيه لا يخدم الأجهزة الأمنية ولا ولي الأمر ولا الوطن، والمستفيد هو الشيطان والمشروع الصهيوني وأعداء اليمن، ولا أظن طموح الأخ الهتار يصل به إلى هذا المستوى، ولله في خلقه شؤون!
مشائخ صعدة وحربها: في جلسة حوارية قال مشائخ من صعدة: دمرت بيوتنا ومزارعنا، وتشرد أطفالنا ونساؤنا، وقتل العديد من رجالنا في حرب لا ندري ما رأسها وما غراسها. واليوم، وبعد إعلان السلطة توقفها، نعاني من آثارها وثاراتها، ونصلى نار العداوة والبغضاء التي خلفتها لنا. ومادام كثيرون قد قبلوا بمنهج الحوار وانضموا إلى لجنتكم لماذا لا تعملون على التدخل لتصفية مخلفات الحرب؟! سؤال منطقي يضع لجنة الحوار أمام مسؤوليتها، ويضع كل الأطراف في صعدة أمام خيار واحد: إما أن يعيش الجميع أحراراً متساوين في الحقوق والواجبات في إطار الدستور والقانون، وإما أن يخربوا بيوتهم بأيديهم.. لا مجال لإقصاء أحد ولا تحالفات على الإثم والعدوان، وإنما تعاون على البر والتقوى. وليس مشائخ صعدة وحدهم الذين لا يعرفون سبباً لحرب قتلت المئات من أبنائنا من الجيش أو المواطنين وشردت الآلاف من أطفالنا ونسائنا وبددت المليارات من إمكانيات بلد فقير يتضور جوعاً، وإنما رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة لا يعرف سبباً لحرب صعدة، وقد قال ذلك في خطابه في الجامعة أمام الأساتذة والطلبة والعلماء ورجال الفكر. وحينها أعلن إيقاف الحرب الخامسة إلى غير رجعة كما قال. يا مشائخ صعدة وسفيان الأجلاء.. لقد ركنتم إلى الذين ظلموا فمستكم النار.. ولو جعلتم الدستور والقانون معيار حكمكم لكان لكم موقف مختلف. ولو اعتمدتم منهج الله عز وجل في مثل هذه الصراعات لما كان ما كان يقول الله تعالى: "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله". ويقول الله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون". لي أمل أن يعود الجميع مشائخ ومكبرين ، سنة وشيعة، إلى جادة الصواب، رافعين شعار التصالح والتسامح، مستأنسين بقول الله عز وجل: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" "وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم". وما نص عليه اتفاق المكبرين مع علماء من الزيدية يجب أن يشمل جميع المذاهب فمن حق كل طرف عبادة الله بالطريقة التي يراها، قد قال الله لنبيه "لست عليهم بوكيل"، "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". فما بالك والكل بمنهج الإسلام ملتزمون، والجميع منه يغترفون، ولكل مجتهد نصيب. علينا أن نلتزم جميعاً باحترام حق الآخر في معتقده وشعائره ومنهجه ما لم يعمل على فرضه على الآخرين بالقوة أو يطال الآخرين بالقذف والتجريح وتنمية الكراهية والبغضاء. وعلى علماء السلف من السنة وعلماء الزيدية والمكبرين أن يلتقوا ومعهم مشائخ المنطقة ويتعاهدوا على وقف القتال فيما بينهم وتصفية مخلفات الحرب بما يتفق مع الحق والعدل وروح البر والتعاون، ويتعاهدوا ألا يسمحوا لأي كان من خارجهم أن يدق بينهم أسفين الشقاق، وحتى لا تمسهم النار، والجهل طول الزمان عيب. وصدق الله القائل: "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون".