تشهد مدينة عدن جنوبي اليمن صباح اليوم السبت هدوءاً حذراً بعد اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين من الأهلي، حيث تبذل شخصيات محلية جهود وساطة لتهدئة الأجواء، في حين أعلنت الأجهزة الأمنية إلقاء القبض على خلية مكونة من عدة أشخاص متورطة في الهجوم على مقر الأمن السياسي السبت الفائت. وقالت مصادر محلية ل"المصدر أونلاين" إن وجهاءً وأعضاءً في المجلس المحلي يبذلون جهوداً لتهدئة الأوضاع في المدينة التي شهدت مواجهات بين قوات الأمن تدعمها الاستخبارات من جهة، ومسلحين من الأهالي قالت السلطات إنه يشتبه في دعمهم لتنظيم القاعدة.
وفي الوقت ذاته، أعلنت الأجهزة الأمنية ألقاء القبض على مجموعة قالت إنها متورطة في الهجوم على مقر جهاز الأمن السياسي السبت الماضي، لكنها لم تؤكد انتمائهم لتنظيم القاعدة.
وذكر موقع وزارة الدفاع أن أجهزة الأمن داهمت أحد المنازل بعدن خلال اجتماع ضم عدداً من العناصر المشتبه بها، مضيفاً "تم خلال عملية المداهمة القبض على كل من كانوا في الاجتماع، والذين وجد أن بعضهم ممن يشتبه بعلاقتهم بتنظيم القاعدة".
وتحدثت الوزارة عن تورط المعتقلين في عمليات "إرهابية" بينها السطو على البنك العربي ونهب 100 مليون ريال بالاشتراك مع "غودل محمد صالح ناجي" الذي أعلنت السلطات إلقاء القبض عليه الأحد الماضي، واصفة إياه بزعيم المجموعة التي نفذت الهجوم على مقر الأمن السياسي، مشيرة إلى أن التحقيقات أظهرت بأنه "من العناصر الإرهابية الخطرة في تنظيم القاعدة".
وجاءت عملية القبض على المجموعة بحسب "سبتمبر نت" على ضوء الاعترافات "المهمة والخطيرة" التي أدلها بها غودل، والتي مكنت أجهزة الأمن من القبض على عدد من "العناصر الإرهابية" في حملات مداهمة لعدد من المنازل خلال اليومين الماضيين. والتي أججت السكان ضد أجهزة الأمن، محتجين بذلك على اعتقال العشرات من المواطنين.
وأكد الموقع ذاته أن أجهزة الأمن ضبطت وسائل مختلفة كانت المجموعة تستخدمها في عملياتها بما في ذلك السيارة التي استخدمتها في عملية السطو على مبنى البنك العربي بعدن.
وبحسب مصادر عليمة تحدثت ل"المصدر أونلاين" فإن قادة أجهزة الاستخبارات يشرفون بشكل مباشر على الحملات الأمنية التي تشنها قوات الأمن في عدن. وقالت إن من ضمن المتواجدين حالياً في عدن طارق محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس ووكيل جهاز الأمن القومي، واللواء غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي.
وكانت مصادر أمنية قالت إن اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن ومسلحين في حي السعادة بمنطقة خور مكسر في عدن، أمس الجمعة.
وخرج المئات من المواطنين إلى الشوارع وأحرقوا إطارات السيارات ظهر أمس بعد الإعلان عن وفاة أحد المحتجزين على ذمة مظاهرات الخميس بعد ساعات من اعتقاله في سجن البحث الجنائي بعدن.
ونفت مصادر شبه رسمية أن يكون المتوفى (يدعى أحمد درويش) قد تعرض لعمليات تعذيب، مؤكدة أنه توفي بشكل طبيعي، ومشيرة إلى إصابته بمرض الربو.