وصل رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح اليوم الثلاثاء إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية لروسيا الاتحادية بعد زيارة قصيرة قام بها للقاهرة عائداً من ليبيا التي عقد فيها أمس قمة عربية خماسية. وأفادت الدائرة الصحفية للحكومة الروسية بأن رئيس الحكومة فلاديمير بوتين سيلتقي يوم غد الأربعاء في موسكو بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الرئيس سيجري خلال هذه الزيارة مباحثات مع القيادة الروسية حول علاقات التعاون المشترك بين اليمن وروسيا وسبل تعزيزها على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والعسكرية والأمنية، بالإضافة إلى بحث تطورات الاوضاع والمستجدات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وجهود مكافحة الإرهاب والقرصنة. ولا يستبعد مراقبون أن يسعى صالح خلال هذه الزيارة إلى عقد صفقات أسلحة جديدة مع موسكو خصوصاً وأن الجيش اليمني خرج لتوه من حرب صعدة مع المتمردين الحوثيين ويخوض حرباً أخرى مع تنظيم القاعدة. ويرافق الرئيس وفد مكون من كلاً من وزير الخارجية الدكتور ابوبكر عبدالله القربي وأمين عام رئاسة الجمهورية عبدالله حسين البشيري وعضو مجلس الشورى عبدالله احمد غانم وعضو مجلس النواب الدكتور منصور عزيز الزنداني. يشار إلى إن الرئيس قام بزيارة إلى موسكو في فبراير 2009، حيث بحث خلالها مع المسؤولين الروس سبل فتح افاق جديدة في مجالات التشاور السياسي وتبادل الآراء في مختلف القضايا التي تهم البلدين. وأثير حول تلك الزيارة التي قام بها صالح وما تخللها من مواقف تختص بالإشادة بروسيا في المنطقة بالكثير من الجدل، فضلاً عن دعوة الرئيس التي أطلقها حينها لمشاركتها بشكل أكبر في مواجهة القرصنة البحرية، وما أعقبها من وصول قطعة بحرية روسية إلى عدن، في زيارة وضعتها صنعاء بإطار "التعاون الأمني." لكن الأبرز، كان الإعلان عن صفقة الأسلحة التي طلبتها اليمن من موسكو والبالغ قيمتها مليار دولار، الأمر الذي لفت نظر الخبراء بسبب التحديات الأمنية التي تعترض صنعاء من جهة، وواقع أن اليمن يصنف ضمن أفقر الدول في العالم من جهة أخرى. وكان صالح قد زار موسكو في فبراير من العام الفائت، حيث نقلت وكالة الأنباء اليمنية وقتها إن بين أبرز نتائج زيارته، التي وصفتها ب"الناجحة"، عقد صفقة أسلحة وتجهيزات عسكرية روسية من مختلف التشكيلات البرية والبحرية والجوية "لتعزيز القدرة الدفاعية لليمن، في مجال مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية." وتشمل تلك الصفقة، التي قالت الوكالة إن قيمتها تبلغ حوالي مليار دولار أمريكي، "عددا من طائرات الميغ 29 المحدثة، وطائرات الهيولكبتر المقاتلة وللنقل، بالإضافة إلى دبابات (تي 80) الحديثة و(تي 72) المطورة، ومدرعات (بي تي آر 80 ) الحديثة، وزوارق بحرية وأجهزة اتصال حديثة، وناقلات جند وغيرها من المعدات والتجهيزات العسكرية الحديثة." بالمقابل، نقلت وكالة نوفوستي الروسية مقابلة أجراها صالح مع صحيفة "فريميا نوفوستيه"، قال فيها إن اليمنيين "معجبون بالعتاد العسكري الروسي، وخصوصا الطائرات القتالية." وقال الرئيس صالح، إنه تم تحديث وتطوير ما يمتلكه بلده من طائرات "ميغ-29" في روسيا قبل أعوام، وإنه ينوي شراء المزيد من هذه الطائرات، وأيضا طائرات "ميغ-35"، علما أن محادثات تجري حاليا لشراء طائرات مروحية وزوارق. وعما إذا كان اليمن يملك ثمن ما يريد الحصول عليه من روسيا، رد الرئيس اليمني بالإيجاب، وأضاف أنهم سيشترون المزيد من الطائرات بالضرورة إذا ساعدهم الروس على اكتشاف المزيد من النفط والغاز والمعادن. ورأى يغورين أن المساعدة التي "يمكن بل يجب" أن تقدمها روسيا إلى اليمن، يمكن أن تحقق لموسكو فوائد سياسية تساعدها على استعادة هيبتها في العالم العربي. غير أن الوكالة أوردت تقريراً يصب في إطار مغاير حول الطريقة التي تعتزم صنعاء من خلالها تمويل الصفقة، فقالت إن هناك "معلومات" مفادها أن صالح "يأمل في إسقاط ديون روسية في ذمة اليمن بقيمة 1.2 مليار دولار مقابل أن تمنح صنعاءموسكو عقودا لتحديث الجيش اليمني تقدر قيمتها ب4 مليارات دولار." وأضافت أن اليمنيين يتطلعون للحصول على طائرات ومدرعات ووسائل الدفاع الجوي وراجمات الصواريخ، غير أنهم لا يملكون ثمن ما يريدون اقتناءه بشكل كامل. لهذا فقد أسفرت مباحثات يمنية روسية عن اتفاق لتوريد نحو 100 من ناقلات الجنود و300 شاحنة ونحو 50 مدفع هاون عيار 120 ملم، بقيمة تقارب 250 مليون دولار فقط لليمن. غير أن الوكالة استبعدت أن تحظى الخطوة بموافقة موسكو، باعتبار أن "هناك من يرى إن إسقاط ديون بقيمة 1.2 مليار دولار تنازل كبير لا يتيح مجالا للحديث عن مزيد من التنازلات والتسهيلات." وتابعت نوفوستي بالإشارة إلى أن اقتراح صالح "يمكن أن يحظى بتأييد القيادة العسكرية الروسية، إذ تتطلع البحرية الروسية إلى إحياء قاعدتها في جزيرة سقطرة اليمنية، وهو ما يتيح لها وضع قسم كبير من المحيط الهندي تحت مراقبتها."
لقراءة المزيد عن العلاقات اليمنية - الروسية اضغط هنا