حرب صيف 1994م, وحرب صعده, وأعباء اللاجئين الصوماليين, أبرز ثلاث قضايا أثرت سلباً في مسارات التنمية الاقتصادية باليمن، من وجهة نظر أستاذ السكان والتنمية المساعد في جامعة صنعاء الدكتور عبدالملك أحمد الضرعي. وقال الضرعي في ورقة عمل بعنوان "الأمن الإنساني والتنمية في اليمن" قدمها بندوة نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات)، قال "إن اليمن شهدت العديد من التحديات الأمنية خلال العقدين الماضيين أثرت بشكل مباشر في مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية كان أولها حرب صيف 1994م التي كلفت الاقتصاد الوطني (17) مليار دولار وأدت إلى تراجع النمو الاقتصادي إلى (1,4) معدل تضخم (77%) وغيرها من الخسائر".
وأضاف "أما في العقد الأول من القرن ال21 فقد تعددت التحديات الأمنية ومنها حرب صعده والتي قدرت العديد من الجهات خسائرها الأولية في نسختها السادسة فقط بحوالي (750مليون دولار), يضاف إلى ذلك الضرر الكلي أو الجزئي لحوالي (4141)منزلا, و(64) مزرعة لإنتاج الفاكهة, و(24) مزرعة لإنتاج الدواجن, و(201) منشأة حكومية منها(116) مدرسة, و(36) منشأة صحية, و(26) منشأة أخرى ومسجد".
وأشار إلى إن "احتياجات إعادة الأعمار قدرت بحوالي (20) مليار ريال. وكنتيجة لذلك تنامت مؤشرات "انعدام الأمن الغذائي لحوالي (2,7) مليون من سكان اليمن مطلع عام2010م حسب تقديرات الأممالمتحدة" والتي أشارت أيضا إلى إن اليمن "سيحتاج لحوالي (105) مليون دولار خلال عامي (201-2011م) لتغطية العجز الغذائي لثلاثة مليون شخص منهم حوالي ربع مليون من مهجري خرب صعده".
وقدر أستاذ السكان والتنمية المساعد بجامعة صنعاء خسائر الحروب الخمسة السابقة في صعدة بحوالي (105) مليار ريال". متحدثاً عن مشكلة اللاجئين الصوماليين في اليمن، التي عدها الباحث إحدى المشكلات التي كلفت الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة بحوالي (700) مليون دولار موزعة على خسائر الاقتصاد الوطني والصيادين والتأمين وتجهيزات الأمن الساحلي يضاف إليها أعباء حماية المياه الإقلمية من أعمال القرصنة، واستضافة اليمن لحوالي (700) ألف لاجئ".
وأكد الدكتور الضرعي إن "الحوثيين، والحراك الجنوبي، والقاعدة أضحت مخاطر إقتصادية وأمنية جديدة. وأشار إلى ما تضمنه تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2009 حول اليمن.
وقال إن التقرير الذي يحمل عنوان "تحديات أمن الإنسان في البلدان العربية" أحد التقارير التي تعكس واقع الإنسان العربي وتقدم مؤشرات ومحاور مهمة.
وأضاف القول "العلاقة بين الأمم والتنمية تشكل إحدى القضايا التي أثيرت بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة على المستوى الدولي من خلال العديد من المؤتمرات التي شهدتها العاصمة البريطانية لندن وبعض العواصم العالمية الأخرى, والتي تناولت العديد من القضايا المتصلة بالأمن والتنمية في العديد من الدول مثل فلسطين وأفغانستان وبعض دول الساحل الإفريقي واليمن وغيرها, ولكن ما يعيب تلك المؤتمرات سوء تشخيصها لطبيعة الحالة الأمنية والتنموية لكل دولة على حدة وبما يرعي خصوصيتها المكانية والبشرية مما أدى إلى فشل غالبية تلك الجهود في معالجة المشكلات الحقيقية التي تعاني منها تلك الدول. حد قوله.