على مدى السنوات التي مضت، كان اليمنيون يتعايشون فيما بينهم ويؤدون الفرائض والشعائر الدينية دون خلافات، اضافة إلى تأديتهم لصلوات التراويح في شهر رمضان المبارك دون قيود. بعد سيطرة الحوثيين على معظم مناطق اليمن، عقب انقلابهم على الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته الشرعية، عزموا الأمر على محاربة كل ما يرونه "بدعة"، وما يخالف اعتقاداتهم.
خلال العامين الماضيين حاول الحوثيون جس نبض الشارع اليمني بتسريبات تتحدث عن قيامهم بمنع اقامة صلوات التراويح والقيام، لكنهم سرعان ما ينفون ذلك، ويقولون انهم لم يوجهوا بذلك.
ومع تشديد قبضت جماعة الحوثيين الامنية في مناطق سيطرتها كالعاصمة صنعاء وبعض المدن، تفاجأ السكان بتوجيهات الحوثيين بمنع فتح مكبرات الصوت أثناء صلاتي التراويح والقيام، وكذا الدروس الدينية، وهددت بسجن واعتقال من يخالف ذلك.
تلك التوجيهات لم تواجه أي ردة فعل من المواطنين، الذين ابدو خشيتهم من ان يتسبب اعتراضهم على ذلك في اعتقالهم او قتلهم من قبل جماعة لا تهتم بحرية ورأي الناس.
محمد. م ، قال ل"المصدر أونلاين"، إن التوجيهات هذا العام كانت صارمة خصوصاً مع انفراد الحوثيين في الحكم بعد انتهاء صالح وجماعته.
ويضيف "كنا نشعر بحلاوة رمضان دوماً بسماعنا لصلاة التراوح، حيث كان هو الشعور العام بوجود رمضان فيما بيننا، أما الان للأسف لم يعد لرمضان ذلك الروح الجميل".
فيما تشير "أم ناصر"، في حديثها ل"المصدر أونلاين"، إلى أنه بسبب هذا التوجيه لم تستطع هي وبقية نساء أحد الأحياء في صنعاء من اداء صلاة التراويح في مسجد النساء بسبب ان صوت الامام لا يصل إليهن.
وتضيف "كل النساء تدعو على الحوثيين بالزوال كل يوم وزاد غضبنا مع حرمانهم لنا بالصلاة في المسجد".
ويخشى المواطنين من لجوء الحوثيين إلى منع صلاة التراويح، خلال السنوات القادمة، في حال استمرت الحرب وبقي الحوثيين في الحكم، خصوصاً مع توجههم الذي يرى من صلاة التراويح والقيام بدعة وأنها جاءت من "الخليفة عمر بن الخطاب"، وليست من الرسول "ص".