فاجأ محافظ عدن المقال من منصبه قبل أسابيع، عيدروس الزبيدي، الجميع بإعلانه عن "مجلس إنتقالي جنوبي" يدير المحافظات الجنوبية اليمنية، في خطوة ستقلب الأوضاع في شمال اليمن وجنوبه رأساً على عقب. وتضمن إعلان الزبيدي ثلاثة بنود ركزت في إحداها على أن المجلس الجديد هو الممثل الوحيد للجنوب سواءاً في الداخل أو الخارج. ويرى نجيب غلاب، رئيس منتدى الجزيرة، أن الإعلان مثل طعنة في خاصر الشرعية، وأنه يمثل انقلاباً مكتمل الأركان عليها، ممثلة برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وما يندرج تحته من مؤسسات. وقال غلاب: صيغة اعلان عيدروس انقلاب كامل الأركان على الشرعية بكل مرجعياتها، وإعلان دولة الجنوب بشكل منفرد. وشرعنة لانقلاب صنعاء، وسعي لهدم التدخل العربي. وأضاف: لم يعلن عيدروس تكوين جنوبي وانما مجلس انتقالي حسب الإعلان لإدارة الجنوب، والاعداد للانفصال. وهذا المدخل كفيل بالدخول في فوضى بلا بوصلة حاكمة.. اعلان عيدروس في عدن والاحتفال في صعدة وصنعاء وصالح يتحسس رأسه والشرعية حتى اللحظة صامتة وقنابل متلاحقة لا هدف لها الا افشال التدخل العربي. من جانبه أكد الصحفي عبدالرقيب الهدياني أن الزبيدي يحاول فرض نفسه حاكماً أوحداً للجنوب بدلاً عن السلطة الشرعية، حيث قال معلقاً : يقول عيدروس ان مجلسه السياسي يمثل الجنوب داخليا وخارجيا.. ركزوا على مفردة (خارجيا)! هل بقي احتمال او تفسير واحد ينفي كونه انقلاب على الرئيس هادي والحكومة الشرعية؟.. ويتابع: قال ان الشراكة ستتواصل مع التحالف العربي في محاربة المد الايراني والارهاب.. كيف ستكون الشراكة بعيدا عن الشرعية وهي الغطاء القانوني الوحيد للتحالف العربي وتدخله في اليمن.. بأي مسوغ قانوني سيتشارك التحالف العربي مع كيان انقلابي في عدن ليحارب كيان انقلابي في صنعاء؟!! أما قيادة الشرعية فلم تصدر حتى اللحظة أية موقف تجاه هذا الإعلان، في صمت مريب يدفع لبروز علامات استفهام كبرى، وهو ما كان جلياً أثناء حديث مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي، والذي أكد أنه يستغرب صمت الشرعية، منتظراً كبقية اليمنيين أن يصدر هادي أو رئيس الحكومة بن دغر بياناً في الساعات القادمة.
