الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى كما أخبرنا بذلك المولى سبحانه وتعالى فقال عز من قائل ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) صدق الله العظيم .... لذلك فنحن اليمانيون نشعر بالسعادة والفخر للوسام الذي منحه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصفنا بالايمان والحكمة وبرقة القلب والفؤاد، لكنه ليس فخرا للتعالي والتكبر، وإنما نفخر لما خصنا به رسول الله عليه الصلاة والسلام من ميزات يتصف بها المسلم الحقيقي من رقة القلب والرحمة والحكمة والإيمان. ففي صحيح البخاري ومسلم يقول عليه الصلاة والسلام ( أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم،) صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام، فرقة الأفئدة التي أشار إليها الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه جاءت لأن أهل اليمن أجابوا دعوته دون حرب أو مواجهة، أما لين القلوب فالسبب أنها أكثر عطفا وإشفاقا ورحمة، كما أنه عليه الصلاة والسلام حين نسب الإيمان إلى اليمنيين فإن ذلك كان مؤشرا على كمال إيمانهم. هذا الإيمان شوهه وحرفه عن مساره بعض ضعاف النفوس الذين لم يعودوا يخافون الله ولا يخجلون من الناس، فقد تحولت مساجد الرياض إلى مصدر رعب وخجل لكل يمني، فما أن تنتهي من صلاتك حتى يقفز أحدهم كالشيطان ويبدأ بديباجة تبكي بعض المصلين وهو يصف حاله وحال أولاده وانه ما لم يتلقى المساعدة فسيموت هو وأولاده جوعا، بل انه في كثير من الأحيان يكون المتسولين داخل المسجد الواحد 2 أو ثلاثة، من الذين يخادعون الله والناس وما يخدعون إلى أنفسهم . وهذا الأمر لا يحدث في صلاة معينة أو في مساجد محددة، بل يحدث في الصلوات الخمس، وفي كل مساجد الرياض التي تزيد عن الألف مسجد ، وهذا الأمر المحزن يجعلنا جميعا أبناء اليمن نشعر بالحرج والخزي، بل أن البعض صار يخشى من الصلاة في المساجد، وإذا صلى في واحدة منها يبتهل إلى الله أن لا ينهض من الصف الأول يمنيا متسولا يذرف دموع التماسيح ليستدر عطف الناس. وأختم مقالتي هذه بسرد حكاية يتحدث بها أبناء اليمن وتعكس مدى المرارة التي يشعرون بها من جراء هذا الأمر، وتقول الحكاية إن يمنيا أراد تحقير وافد يحمل الجنسية البنجالية بأنه ينظف السيارات أو يكنس الشوارع، فرد عليه البنجالي بأن العمل عبادة وأن هذا الأمر أشرف من الكذب على الله والناس في بيوت الله. _____________________ *صحفي يمني مقيم في الرياض