قوله تعالى ( ياأيها الذين ءامنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) . تلا هذه الآية ابو موسى الأشعري رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وءاله وسلم فقال : “ هم قومك يا أبا موسى أهل اليمن” . لم يحصل اليمن واليمنيون في تاريخه الطويل على مديح أجمل من ذلك، الذي خصهم به الرسول عليه الصلاة والسلام، فالرسول عليه الصلاة والسلام وصف الإيمان والحكمة بأنهما يمنيان. غالبية الفتوحات الإسلامية الأولى خارج الجزيرة العربية، تمت على أيدي جيوش غالبيتها العظمى يمنيون. ورغم الحضارات والأمم العريقة التي مرت على هذا البلد المسكون بالتاريخ؛ إلا أن ذلك لا يقاس بمساهمة اليمنيين بالإسلام وانتشاره. بسبب شجاعتهم وإقدامهم كثير من البلدان الإسلامية فتحت، وبسبب خبراتهم العمرانية كثير من المدن الإسلامية خطت، وبسبب روادهم العظام كثير من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام إلينا وصل. كان هناك حضارة راقية مزدهرة، بدت معالمها منذ الألف الخامس قبل الميلاد، حيث ظهرت بوادر القرى الزراعية الأولى، وتشكلت خلال تلك الفترة حتى الألف الأول قبل الميلاد الممالك اليمنية القديمة المشهورة في التاريخ، مثل مملكة سبأ ن وحضرموت، ومعين، وقطبان، وفي الفترة المتأخرة في العصر الميلادي حضارة سبأ وذو ريدان، أو ما تعرف في النقوش بالقبائل الحميرية. وعرفوا في المصادر العربية بما يعرف بالتتابعة، ويقال بأن ما ورد في القرآن الكريم ?أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ? [الدخان: 37]، المقصود هو قبائل حمير. وروافد هذه الحضارة بشكل أساسي، ارتكزت على الزراعة والتجارة. أهل اليمن كانوا سباقين إلى الإسلام، ونعرف ذلك من خلال أن أول من نصر الإسلام هم الأنصار، ثم الذي يليهم أهل اليمن بعد ذلك، كما يذكر المفسرون، وردت أحاديث كثيرة في فضل أهل اليمن، هذه الأحاديث لعل من أشهرها ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو حديث صحيح : «أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبًا وألين أفئدة، الإيمان يمن والحكمة يمانية، والفقه يمان»، وفي هذا شهادة يعتز بها أهل اليمن، شهادة من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو الذي لا ينطق عن الهوى.