تحددت أبرز مصادر قوة صالح في هيمنته على الجيش والأمن، والإعلام الرسمي، وموارد الدولة المالية، والجهاز الإداري للدولة، لكن أكثرها أهمية كان القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والاستخباراتية التي يسيطر عليها بعض أقارب الرئيس وابنه وأبناء شقيقه مما جعلها إحدى الثغرات التي اعاقت سير ثورة الشباب نحو الإتجاه المنشود. ولذلك فإن القوات المسلحة اليمنية تعتبر القوات النظامية للجمهورية اليمنية، وتتكون من أربعة أقسام رئيسية وهي القوات البرية، والقوات الجوية والدفاع الجوي والقوات البحرية والدفاع الساحلي، وقوات حرس الحدود وقوات الاحتياط الاستراتيجي التي تضم العمليات الخاصة والحماية الرئاسية وألوية الصواريخ وجاء ترتيبه في المرتبة 43 عالمياً في قائمة أقوى جيوش العالم لعام 2013، التي يعدها سنوياً موقع جلوبال فاير باور المتخصص في مجال التسلح في المرتبة الخامسة عربياً بعد مصر والسعودية والجزائر وسوريا. ومع ذلك لم تكن لتشفع له كل هذه الإمكانات مضافاً اليها اجهزة الإستخبارات من ان تخترقها مجموعات إرهابيها في مناطقها العسكريه تاره واخرى في قلب وزارة الدفاع كما حصل في الفتره السابقه ورغم ذلك فقد لعب الجيش اليمني، في ظل حالة الانقسام والاستقطاب السياسي والاجتماعي الحاد خصوصًا بين بعض الأطراف، دور الضامن الوحيد للاستقرار، والحفاظ على وحدة البلد وحماية مصالحه العليا ودون الإلتفات إلى الصراعات ولو انها كانت جائره على بعض الأطراف ولكن حفظ مكانة الجيش كانت إلى حد ما منا سبه ولكن إلى متى وقد سعت قرارات الهيكلة ايظاً المنبثقه من صلب المبادره الخليجيه لإصلاح مؤسسة الجيش في المجمل وليس في سياق المماحكات الحزبيه وغيرها بين الأطراف في ثلاثة جوانب رئيسية، كان أهمها إنهاء حالة الانقسام في الجيش الناتج عن انشقاق جزء كبير منه وانضمامه إلى الثورة الشبابية،مماكان سيؤدي به إلى صراع لن ينتهي ربما وذلك بتفكيك منظومة الحرس الجمهوري المحسوبة على النظام السابق (تقدر ب 33 لواء مع القوات الخاصة) والفرقة الأولى مدرع المحسوبة على الثورة (تقدر ب 23 لواء) ، وتوزيع ألويتهما ضمن الهيكل التنظيمي الجديد للجيش والجانب الثاني، إعادة البناء المؤسسي للجيش ومعالجة الاختلالات البنيوية والمؤسسية العميقة، الناتجة عن السياسات التي مارسها نظام علي عبد الله صالح في الجيش خلال 33 سنة. أما الجانب الثالث الذي هدفت إليه الهيكلةحسب الخبراء في المجال العسكري فهو إصلاح علاقة الجيش بمنظومة الحكم والسياسة، من خلال استبعاد وإضعاف مراكز النفوذ السياسية فيه، وتحويله إلى مؤسسة احترافية محايدة تخدم مصالح الدولة العليا فقط، متجردة من الولاءات الفرعية، ولا تنحاز لمصلحة أي طرف سياسي أو اجتماعي ورغم أن قرارات الهيكلة حققت خطوة مهمة في هذا الجانب، ولكنها لم تتحقق بشكل كامل على ارض الواقع إلا ان التخطيط يراد لها ان تكون كذلك وكذلك لأن الواقع يشير أنها وحدها لا تكفي، وهناك حاجة ماسة لإجراءات إضافية، تحتاج إلى وقت، وقبل ذلك إرادة سياسية حقيقية ونوايا صادقة؛ فقد أظهرت الثورة وجود خلل في التركيبة البنيوية للجيش، وضاءلت التعدد الاجتماعي فيه وضعف الوعي القيمي لمنتسبيه، وظهور الحاجة لإصلاح العقيدة القتالية، وإعادة بناء منظومة القيم واتجاهات الولاء لدى منتسبيه، بما يؤدي إلى تعزيز وظيفة الجيش كمؤسسة للدمج الاجتماعي، وإعلاء الهوية الوطنية لتكون فوق الهويات الفرعية المناطقية والحزبية والمذهبية داخل الجيش ويحتاج ذلك إلى ترسيخ الشعور بالعدالة والمساواة لدى منتسبيه، والالتزام الصارم بالمعايير المؤسسية في منح الترقيات والتعيين في المناصب، وتفعيل أنظمة المحاسبة والمساءلة ونظام التقاضي داخل المؤسسة العسكرية لمنع الانحرافات والبت العادل في التظلمات اياً كانت. وعلى غرار ذلك فقد قالوا بأنهم يريدون ان يبقى الجيش على مسافة واحده من كافة الأطراف المتصارعه وكما يقال ان يكون الجيش على الحياد فيما جرى ويجري وفي سبيل ذلك كان السبيل لإحداث ماحدث ويحدث من فتن كتهجير ابناء دماج وتفجير منازل المواطنين في القرى والمدن وغيرها اضف إلى ذلك التوسع الحوثي المسلح وتزايد انشطة تنضيم القاعدها وهجماتها التي اصبحت معتاده فإذا كان الحياد مع الحوثيين فأين تلك الأجهزه الأمنيه التي من شأنها ان تكون عاملاً في إيقاف نزيف لا اقول الدم الشعبي ولكن دماء الجنود التي اصبحت مهدرةً بكل نقطة وعلى نحو مجمل، يُمكن القول إن البيئة الأمنية لبلادنا اليمن قد تأثرت بعوامل رئيسية، منها: تزايد نشاطات تنظيم القاعدة، سيما في المناطق الجنوبية، والحرب مع الحوثيين في صعدةوتزايد انشطتها في المحافضات المجاوره واقترابها من صنعاءوكذلك الحراك الجنوبي، الذي رفع شعار الانفصال منذ انطلاقته، وحتى هيمنة التطورات الأخيرة على البلاد ولكن يبقى السؤال الوحيد الموجه إلى الرئيس هادي هل آتاك حديث جنود جيشك هل لا كنت انت من يحميهم بدلاً من سفك دمائهم ليلاً ونهارا ومتى يستخدم الجيش لحفظ الأمن والحد من إراقة دماء الجنود والجيش الذي منه الحراسه الشخصيه له فكيف بحراسة وحراس الجمهوريه من يحقن دمائهم ويحرك الوحدات العسكريه لحفظ الأمن بدلاً من الحياد المزعوم في سبيل النيل من خصوم سياسيين للنظام السابق .والسلام