قياسا بأشباح العصابات التي ارَّقت اليمن لعقود طويلة ودمرت موارده وارهقته في حروب كبيرة بدأت بتدمير المشروع الطوعي للوحدة، ولم تنته باغراق هذا البلد في دهاليز فشل وفساد عجزت جهود العالم عن حلحلته، ها هي احداث عمران تكشف القناع عن العصابة المسؤولة عن اكثر نكسات اليمن منذ اعلان دولة الوحدة وحتى اليوم ولا تزال تحكم اليمن من غرف مقفلة. هذه العصابة الهلامية التي طالما اختبأت تحت عباءة النظام السابق واللاحق، لا تزال مستمرة في اشعال الحرائق والحروب وتدمير اقتصاد البلد وموارده. هذه المرة لم يكن الطريق سالكا أمام عصابة الحكم التي يتصدرها حزب الإصلاح بأذرعه السياسية والعسكرية والإعلامية، بعدما تصدرت جماعة أنصار الله الخطوط الأمامية في مواجهة مؤامراتها التي طالما اهلكت الحرث والنسل. خيوط المؤامرة خرجت هذه المرة إلى العلن بعدما كشف رموز العصابة عن قدراتهم في تجاوز مؤسسات الدولة والرئاسة وقيادة الجيش، واستخدام القوات المسلحة لتحقيق مآربهم الشيطانية وخصوصا بعد أن فشلوا في انتزاع قرار سياسي من الرئيس هادي للزج بالجيش في حرب مع الحوثيين. حشدوا الإرهابيين من سوريا ودول الجوار إلى بلادنا لتدفع اليمن خسائر باهضة في الحرب التي شنها الجيش على معاقلهم، ثم سهلوا هروب الإرهابيين من مناطق الجبهات ليخوضوا حربهم الأخيرة في عمران وليتولوا التصفيات والاغتيالات لكل من هو وطني من القادة المدنيين والعسكريين والامنيين. مؤامرة الزج بالجيش في حرب مع الحوثيين في عمران، لها اهدافها الخفية، فبعد محاولات يائسة باقناع الجيش الكف عن عملياته الحربية ضد اوكار ومعاقل القاعدة، وفشل رموز العصابة في اقناع الرئيس هادي إدارة حوار مع الإرهابيين، اشعلوا حربا وهمية اعلامية بين الجيش والحوثيين وسرعان ما تحولت إلى حقيقة بعدما قرروا هم وحدهم توجيه القوات المسلحة اليمنية لخوض حرب مع الحوثيين نيابة عنهم. الهدف كان واضحا للعيان وهو صرف الجيش عن مهماته الوطنية في القضاء على إرهاب القاعدة واشغاله في حروبهم الثأرية القذرة. سقطت الأقنعة اليوم عن وجوه هذه العصابة بدءا من قادة حزب الإصلاح وأذرعه الإرهابية في تنظيم القاعدة وجماعة أنصار الشريعة، وصولا إلى الجنرال علي محسن الأحمر وكتائبه التي لا تزال تمثل الجزء المنشق من الجيش رغم كل جهود التسوية. محسن الذي مكنته الضغوط الإقليمية والدولية من ممارسة نفوذ عسكري ضارب تجاوز مكتبه مستشارا عسكريا وامنيا للرئيس هادي إلى نفوذ معلن في أكثر تشكيلات الجيش وأجهزة الأمن، وأكثر من ذلك المليشيا الإرهابية التي ظهرت مؤخرا ببزات عسكرية. مستجدات الحرب في عمران كشفت النقاب بجلاء أن هذه العصابة لا تزال مستمرة في غيها متحدية أرادة اليمنيين في السلام والمضي بتنفيذ مقررات الحوار الوطني واستحقاقات التسوية. استفادت هذه العصابة من بنائها الهرمي الخفي بداخل مؤسسات الدولة ومن طابورها الخامس الذي يمارس دوره في كل مرافق الدولة رافعا شعارات الثورة والتغيير، لكنها كانت هذه المرة مكشوفة في جرائمها التي طفحت اخيرا بتجاوز مؤسسة الرئاسة وتوريط حكومة الرجل "القوي" بتنفيذ اجندات التنظيم الدولي للإخوان وفرعه اليمني والبكاء كلما دعت الضرورة. ممارسات هذه العصابة برزت مؤخرا إلى العلن في عمليات التقطع لقاطرات نقل الوقود في ضواحي العاصمة وكبح امدادات المشتقات النفطية في المحافظات، ونفوذها جعل حكومة باسندوه عاجزة عن تحرير هذه الشاحنات، لأسابيع لتغرق العاصمة والمحافظات في أزمة خانقة للمشتقات النفطية، فيما يتساءل الناس لماذا وكيف. هي ذات العصابة التي طالما تمادت في ممارسة التعذيب الجماعي على اليمنيين في إطار ضغوطها القذرة على الحكومة والرئاسية من خلال تدمير منشآت الطاقة الكهربائية عبر أذرعها الإرهابية في مناطق القبائل، وتحويل الأمر إلى مشكلة عسيرة الحل وكابوس يؤرق حياة اليمنيين. لأن مؤامرات هذه العصابة كثيرة تتجاوز السياسي إلى الاقتصادي والأمني بقت مشكلة الكهرباء وسيلة ضغط وعقاب جماعي ليس لها من غرض سوى ارهاق اليمنيين واذلالهم، لصالح اجندات تنظيم الإخوان الإرهابي الذي يلجأ إلى اساليب نازية في إرهاق الناس واغرقاهم بمشاكل يومية تتيح له المضي بمؤامراته دون عوائق. في كل مرة كانت العصابة تدمر الكهرباء للضغط على الدولة بتسهيلات إما لتهريب أسلحة أو للاستحواذ على الوظيفة العامة، أو التعامي عن جرائم إرهابية واختراقات امنية بالغة الخطوة أو لتهريب متهمين ونقل إرهابيين، أو استخدام المطارات اليمنية والموانئ في المؤامرات التي يديرها التنظيم الدولي للإخوان ضد اليمن ومصر والسعودية والإمارات أو لأخونة التعليم والإعلام والداخلية والأمن، أو لتحقيق مكاسب سياسية في تزوير الانتخابات وإدارتها بطريقة بدائية تضمن لهم وصولا سهلا للحكم وهلمجرا. هي ذات العصابة التي ارهقت الاقتصاد الوطني واصابته بالشلل وهي ذاتها التي تدير عصابات التهريب وتشيع الفساد في البر والبحر. هي ذات العصابة التي تحاول ان تسرق امال اليمنيين في التغيير السلمي وتشوه وعي الناس وثقافتهم وتصادر احلامهم وتدفعهم دفعا إلى التخندق في حروبهم الاخيرة أو التمترس في مواجهة عدو وهمي يتيح لها المضي قدما بمؤامراتها مدعومة بسلاح الحروب والأزمات. في مشروعها التدميري بمحافظة عمران أثبتت هذه العصابة أنها الأشد خطر على اليمن ومستقبل اليمنيين، وهاهم قد بدأوا يشمرون سواعدهم ليتحولوا إلى تجار حروب في دمار يعتقدون أنه قد يطول. دمتم بخير _____________________________ https://www.facebook.com/yemenidiary