*لا يستطيع أي احد أن ينكر أن السعودية هي الداعم الأول لليمن في كل الظروف ولو جمعنا المساعدات التي تلقتها اليمن من عشرات السنين، فلن تكون قطرة من بحر الكرم السعودي ، والمشكلة تكمن أن الحكام الفاسدين الذي ابتليت بهم يمننا الحبيب وشعبنا العظيم كانوا ينهبون كل مساعدة تصل إلينا، سواء من السعودية أو من غيرها، وقد ظهرت ريحة فسادهم للجميع، إذ فاحت وعفنت ووصلت للمجتمعين الإقليمي والدولي، لكن نسأل رب العالمين أن يجعلها وبالا عليهم تحرقهم في الدنيا والآخرة. *وهناك من يظن – وبعض الظن إثم - أن السعودية لا تريد خيرا باليمن، ولكن هذا الظن يدحضه الواقع، فحين كانت اليمن تغلي لكي تسقط الرئيس السابق علي عبد الله صالح، سارعت السعودية لتبني مبادرة أنقذت اليمن من حرب أهلية كانت ستأكل الأخضر واليابس، وكان بإمكان السعودية أن تدعم هذا الطرف ضد الطرف الأخر فتندلع حربا ربما تكون أسواء من حرب داحس والغبراء التي دامت لأربعين عام. *لكن السعودية آبت ذلك ، وأصر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على جمع كل الفرقاء للوصول إلى حل سلمي، وتحقق ذلك فتم توقيع المبادرة الخليجية برعاية خادم الحرمين الشريفين في العاصمة السعودية الرياض، وإذا كان هناك خللا ، فليست المبادرة سببها، بل الخلل في الذين وقعوا المبادرة، لأنهم لم يكونوا يفكرون باليمن وشعبها العظيم ، بل انحصر تفكيرهم بالمحاصصة، ونفخ جيوبهم بالنهب والسلب والحل والترحال، فغضبنا ينبغي أن نصبه على تلك الزمرة الفاسدة أما السعودية فقد قامت بواجبها على أكمل وجه. *وقد أحسن الكاتب والروائي السعودي الشهير عبد خال صنعا حين وصف نظام الكفالة انه عار، وأكدت أجهزة الأمن السعودية ومنظمة حقوق الإنسان في المملكة إن بقاء جواز السفر بحوزة الكفيل مخالف للنظام، ويستوجب العقاب، لذلك فبعض الكفلاء – وليس الكل – هم شياطين يخربون العلاقات اليمنية – السعودية ويسيئون لبلدهم قبل الآخرين، لذلك فاليمانيون المنتشرون في شتى أرجاء المملكة، يشعرون بالأمن والآمان وأنهم في بلدهم الثاني، لكنهم أيضا يشعرون بغصة وألم حين يتعامل معهم الكفيل بطرق استفزازية وابتزازية ، ويحملهم ما لا طاقة لهم به، ولا يرق له قلب مهما توسلوا إليه . *فحين يرغبون في تجديد إقامتهم أو يسافرون لزيارة أهلهم, يطلب منهم مبالغ لا يستطيعون توفيرها، بل أن بعض هؤلاء الشياطين بعد أن يأخذ مبلغا كبيرا من المال، يقوم بالتبليغ عن مكفوله بأنه هارب، فيشعر المقيم بالإحباط ولا يدري ماذا يفعل..إنني على يقين بأن المملكة لا تريد شرا بأحد، وكم من مقيم تم إنصافه من كفيله الظالم سواء عن طريق الأجهزة الأمنية أو عن طريق وزارة العمل، لكن إبعاد الكفيل ومنعهم من ممارسة أعمل لا إنسانية تسيء إلى السعودية كقلعة من قلاع الإسلام الحنيف، سيرفع من شأن المملكة داخليا وخارجيا، وسيلهج أكثر من عشرة ملايين مقيم بالدعاء، لهذا البلد الخير، ولحكومته الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ..ودمتم بخير. _____________________ صحفي يمني مقيم في الرياض [email protected]