مازال الوالد محمد قحطان مُفرطا بالتفاؤل حَاد التنبؤ إذ مازال مُؤكدا بأن -الحوثيين في انتفاشة وهي سُرعان ما تزول- غير أني وبفهمي المتواضع لِما يجري على ارض الواقع أجد الأستاذ والسياسي الإصلاحي المحنك قحطان يقوم بشحن المعنويات بهذا التصريح وهذا المفهوم ( الإنتفاشة) لقاعدة عريضة من أنصار التجمع اليمني للإصلاح هذا من جهة ومن جهة محاولا احباط المعنويات الحوثية بعد تقدمهم برا وبحرا وجوا واستحواذهم على مكامن القوة .. دفعني تكرار الوالد محمد قحطان لكلمة ( الانتفاشة) للبحث عن معنى الانتفاشة فوجدتها كالتالي : انتفش القِط : أوقف شَعرهُ ، انتصب ، انتفاش الطائر : عندما ينفشُ ريشه ويوقِفهُ ليَظهر في أبهته وخيلائه إذا مشى فكأنه الديك الرومي في انتفاشه. ( المعجم) يعني هي انتفاشه آنية سريعة تزول بسرعة لتحقيق هدف آني في تلك اللحظة .. هل يمكن أن نطلق على ماجرى من هيمنة وسيطرة حوثية على الجمهورية انتفاشة ؟ لنفرض مثلا أنها انتفاشة لحين إسقاط عمران فهل انكمشت الانتفاشة وعاد الشعر والريش الحوثي على طبيعته ؟ وحين أُسقطت صنعاء وتمدد الإسقاط شرقا وغربا وجنوبا هل انتهت الانكماشة ؟ ولنفرض فرضيةً أخرى أن الانتفاشة لحين سقوط الدولة برمُتها فما الذي نسميه تجنيد عشرات الآلاف من الحركة الحوثية ودمجها في القوات المسلحة والأمن ؟ وما لذي نقوله عن الإلحاق بالإكراه لمئات من الحوثيين ورغما عن أنف النظام والقانون والمواصفات في الكليات العسكرية؟ هل هذه مازالت انتفاشة ؟ فإن كانت انتفاشة فهي انتفاشة لِحقبةٍ زمنية طويلة وهذا مخالف لمعنى الانتفاشة . مازالت بعض القيادات السياسية والتابعة لبعض القوى السياسية في غمرة وساهية وفي سكرة من جراء الصدمة والإكتساح الحوثي للدولة والجمهورية وعشعشته وتفريخه في كل مفاصل الدولة ومازال أولئك الساسة غير مُستوعبين لما حصل والطامة هل سيستوعبون ما سيحصل فيما بعد ؟ فإذا كانوا بهذا التفكير فهي مغالطة واضحة وهروب من الواقع إلى ظلمات المجهول والتخبط والذي يُؤذِن بانعدام الثقة تماما بين القواعد والقمة و.... لا بأس بالأمل والتفاؤل لكن ليس على حساب التجهيل والتسطيح وعلى غير بصيرة وهُدى ولابد من التوضيح والإيمان بالواقع ومُجرياته كإيمان تلك القيادة وتلك القواعد بالقضاء والقدر ولابد من المراجعة لتلك السياسات العجفاء والجوفاء والتي أدّت إلى هذا الواقع المُزري والمخزي في وقت واحد ، لقد أحسن الأستاذ قحطان في الدعوة إلى التجديد والتغيير في قيادة الإصلاح ورفده بدماءٍ شابةٍ مُتقدة للبناء والتعمير وبقي على الأستاذ قحطان استبدال مفهوم الإنتفاشة بمفهوم حقيقي يتلاءم مع المتغيرات على أرض الواقع ليتسنى مواجهة تلك المتغيرات والتحديات بحكمة وروية وعلى بصيرة بدلا من التخبط والعبثية والضبابية ..