التخبط والعشوائية ومحاولات الانتظام واستبعاد من قالوا الحقيقة في بعض القوى السياسية منذ الخمسينيات والستينيات ومنع تكريمهم لمواقفهم الوطنية من العلامات البارزة التي تدل على أن بعض القوى السياسية ليس لديها غير مشروع الانتقام وطمس معالم التاريخ والإساءة إلى يمن الإيمان والحكمة، وإلا فما معنى تلك التصرفات الغوغائية والعبثية التي تُظهرها بعض عناصر تلك القوى النافذة التي أثارت ردود أفعال في أوساط الجماهير غاضبة وساخطة من تلك التصرفات التي تتنافى ومفهوم الولاء الوطني جملة وتفصيلاً. إننا مازلنا ندعو تلك القرى إلى الكف عن الممارسات المثيرة للفتنة والمعيقة لحياة المواطن ونتمنى أن تجسد تلك مفهوم الرحمة قولاً وعملاً بدلاً من التمييز العنصري الذي يظهر في بعض تصرفات عناصر بعض تلك القوى، ورغم كل ذلك فإننا مازلنا نأمل في عناصر الوفاء والإخاء والالتزام بجوهر الإسلام عقيدة وشريعة في آن تعمل على منع تلك التصرفات والإثارات العدوانية وأن تجعل من الرحمة مفهوماً عملياً على أرض المواقع لتعيد لمكارم الأخلاق إعتبارها وتجعل الناس ينسون آلامهم وجراحاتهم التي تسببت فيها تلك القوى التي لم تدرك الرشد السياسي بعد ولم يع مفهوم فن الممكن في الحياة السياسية ولم تمتلك رؤية بناء الدولة. إن المجتمع اليوم في أمس الحاجة إلى خلق الألفة والتراحم والكف عن الإثارة والتنابز بالألقاب وممارسة النكاية واستغلال الظروف وتحقيق الأغراض الذاتية ومحاولات الانتقام من الشعب الذي بيده منح أو حجب الثقة، ولذلك فإن على العقلاء والحكماء في كل القوى السياسية أن يعملوا على وقف نزيف الدم الذي أرّق الشعب وتجاوز كل الأعراف والشرائع، وعلى القوى السياسية المتصارعة أن تدرك بأنها لا تمثل الشعب على الإطلاق بل تمثل مصالحها الذاتية والخاصة جداً. إن على المجتمع كذلك أن يدرك أن مصالحه في الحفاظ على الأمن والاستقرار ومنع الاحتراب وتوحيد الطاقات والقدرات في سبيل حماية الوحدة الوطنية وتعميق مفهوم الولاء الوطني وعدم الانجرار خلف الأهواء والنزوات الشيطانية والعمل من أجل سيادة الدستور والقانون على الكافة دون استثناء لأنه الطريق الآمن لبناء اليمن بإذن الله.