اعتقد أن الاعتماد على قدر كبير من الصدق والموضوعية هو الطريق السليم لكسب الثقة ، أما الإصرار على الزيف وقلب الحقائق فإنه استخفاف بالشعب وضحك على الرأي العام الإقليمي والعالمي ، ويعد محاولة بائسة من بعض القوى السياسية الفاشلة في إدارة حياتها السياسية الداخلية ، ولم تعد قادرة على التأقلم مع التعددية السياسية والحزبية ، وقد أظهرت بعض الفضائيات المحلية والعربية شخصيات من تلك القوى المأزومة ومكنتها من ممارسة الافتراء والكذب الذي أظهر تلك الشخصيات في حالة غير طبيعية بسبب عدم الصدق والبعد عن الموضوعية ومحاولة النكاية بالشعب الذي حجب عن تلك القوى الثقة . إن حالة عدم الالتزام بالصدق وعدم الاعتماد على الموضوعية التي ظهرت بها تلك القيادات الحزبية في اللقاء المشترك قد برهنت للرأي العام الإقليمي والعالمي ، أن تلك القوى السياسية التي لا تعرف غير الكيد السياسي لا تمتلك رصيداً شعبياً على أكثر تقدير، وأن ممارستها لقلب الحقائق دليل على الفشل الذي تعانيه ، وأن محاولتها لتغطية ضوء الشمس وعدم الاعتراف بواقعها المأساوي دليل على حالة عدم الرشد السياسي وفقدان العقلانية والحكمة السياسية. واستطيع القول: بأن الرأي العام الإقليمي والعالمي المتابع للشأن اليمني ، لم يعد خافياً عليه أن جل عناصر اللقاء المشترك لا تمتلك رؤية وطنية واضحة وأن أغلب قيادات ذلك التكتل قد أظهروا بما فيه الكفاية في وسائل الإعلام بأن الأحقاد الشخصية والمصالح النفعية الذاتية هي التي تقودهم ولا يهمهم الوطن والمواطن من قريب أو بعيد ، وأن الانتقام الشخصي من الشعب هو الطاغي على تصرفات تلك القيادات. إن الغريب الذي يلمسه المتابع العربي أن تلك القيادات تحاول خنق الحقيقة عندما تستهين بالإرادة الشعبية المساندة للشرعية الدستورية والمؤيدة للمبادرات الرئاسية ، والأكثر من ذلك أن المتابع المنصف يدرك بأن تلك القيادات في اللقاء المشترك تحقر الإرادة الكلية للشعب دون أن تدرك بأن الشعب صاحب السلطة ومصدرها ، ولذلك فإن الواجب على الذين مازلنا نظنهم عقلاء أن يجهروا بأصواتهم ويمنعوا الإساءة إلى الإرادة المستمدة من الإرادة الإلهية بإذن الله .