مؤشرات الجوانب الروحية والإنسانية التي ينبغي أن تسود في شهر رمضان الكريم تبدأ من الكف المطلق عن المناكفة والغواية التي عمقت الحقد والكراهية في نفوس الناس، وينبغي أن يسود التسامح والتراحم والتكافل الذي يعزز الوحدة الوطنية ويقوي روح الإيثار ويعيد لمكارم الأخلاق الاعتبار ويفتح الباب واسعاً أمام صلة الرحم لتقوية أواصر القربى بما يعبر عن جوهر الإسلام عقيدة وشريعة. لقد لمست الدفء لدى المغترب اليمني الذي عشق قدسية الوطن وأصبح حب الوطن لديه ممزوجاً بالإيمان بالله رب العالمين وقدم اليمني المغترب برهاناً عملياً على ذلك من خلال الإصرار على صلة الرحم وترك أرض المهجر والعودة إلى الوطن لينال رضى الله سبحانه وتعالى يصوم رمضان في بلده ليحظى بالطيب والغفران ترجمة عملية لقول الله سبحانه وتعالى: {بلدة طيبة ورب غفور} صدق الله العظيم. ولا أقول ذلك مبالغة فقد تأخرت كثيراً بسبب كثافة المسافرين إلى أرض الوطن على الخطوط الجوية والبحرية الأمر الذي جعلني أشعر بالفخر والاعتزاز لما يتمتع به المغترب من قوة الإيمان بحق الانتماء لقدسية تراب اليمن وما يمثله ذلك من الوفاء الذي لا حدود له. إن شهر رمضان المبارك الذي جمع الكافة على طاعة الله وحب الوطن يحتاج من القيادات السياسية أن تدرك المعاني الإيمانية التي تجعل المغترب يعود إلى أرض الوطن رغم كل المتاعب والمصائب التي سببها عشاق السلطة الذين تسببوا في تشويه الوطن وفرطوا في جوهر الإسلام عقيدة وشريعة، ومن أجل ذلك نقول لهم تعلموا من المغترب اليمني واحترموا مشاعره ووطنيته وكفوا عن خلافاتكم وارحموا الشعب واجعلوا من شهر رمضان محطة استراحة إيمانية وراجعوا من خلالها نفوسكم وتأملوا فيما خلفتموه من الأذى للشعب لتفوزوا بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ولترسموا البسمة والفرحة في وجوه الناس كافة بالتصالح والتسامح والتكافل والتراحم، لينعم الجميع بالخير والسعادة بإذن الله.