الانتشار الواسع للأمن واحد من أهم المؤشرات الإيجابية التي تدل على قوة الحكومة وقدرتها على إدارة شئون الحياة وتدبير مسالك العيش السليم والشريف للناس كافة، واليمن اليوم أحوج ما يكون للأمن والاستقرار وفرض سلطان الدستور والقانون على الكافة، وتأمين الطرقات العامة ، لأن ذلك يفتح أبواباً واسعة أمام المواطن من أجل البحث عن مصادر رزقه بكده وعرقه الذي لا ينضب ، وجهده الذي لا يكل وإيمانه الذي لا يزال. إن المرحلة الراهنة من الحياة السياسية تحتاج إلى العمل المخلص والجاد الذي يحقق الخير للمواطن ويحفظ له أمنه واستقراره ويمكنه من البحث عن مصادر رزقه، وهذا الفعل الديني والوطني والإنسان بحاجة إلى تظافر جهود المؤسسات الدستورية والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني و الكف كلياً عن الإثارة ومحاولات صب الزيت على النار، لأن المواطن قد ضاق ذرعاً من الممارسات العدوانية على أمنه واستقراره التي منعته من البحث عن مصادر رزقه وجعلته حبيس داره غير قادر على الحركة دون أن تدرك تلك القوى أنها قد خلقت تذمراً لا حدود له بتغليبها المصالح الضيقة على المصالح العامة ، وأنها بذلك قد تنكرت للوطن وتجاوزت الحدود ولم يعد الشعب قادراً ، على الصبر. إن التركيز على الفعل المعزز للوحدة الوطنية والمجسدة لمصلحة الوطن والمواطن بات اليوم هو المهم والأكثر أهمية وأول ذلك فرض وتعزيز تواجد مؤسسات الدولة، والتجرد المطلق من الأنانية الذاتية والنزعة الحزبية لأن الوطن بات اليوم في أمس الحاجة إلى من يعمل على تعزيز وحدته الوطنية وترسيخ سيادة الدستور والقانون على الناس كافة، وكل ما نأمله أن تدرك الحكومة أن كل ذلك متاح وبإمكانها القيام به، فقط المطلوب الإخلاص والتفاني من أجل المواطن وإعادة بناء الوطن بإذن الله.