لا يمكن للحرب في ذاتها أن تكون بشرى خير ولا يمكن لها بما يترتب عليها مصدر فرح وسعادة، ورغم ذلك فليس لنا أن ننكر أو نتنكر لذلك الفرح العارم الذي كشفت عنه مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بين المواطنين وكثير من العرب بخبر قيادة المملكة لتحالف عربي وإقليمي بقيادة معركة «عاصفة الحزم». وإذا كان مصدر ذلك الفرح العارم يعود إلى تعزيز ثقة المواطنين بدولتهم وقيادتها وطمأنينتهم إلى أنها وإن كانت الدولة الحريصة على الحوار والساعية إلى تكريس السلم والاستقرار فإنها في الوقت نفسه هي الدولة القادرة على استخدام القوة حين لا يصبح الحوار مجديا وحين لا يكون السلم والأمن سوى غلاف خارجي لوضع لا يتسم بالسلم ولا يحقق الأمن، تكريس ثقتهم بأن الدولة التي طالما قادت مبادرات السلم والصلح والإصلاح ليست بعاجزة عن مبادرات أخرى يمكن التعامل بموجبها مع من يظنون أن مبادرات السلم والحوار والصلح والإصلاح علامات على العجز وإشارات على الضعف، قيادة المملكة لعاصفة الحزم تأكيد على أن المملكة تمتلك القدرة على حسم المعركة على الأرض إن لم يتم حسمها على مائدة المفاوضات. غير أن لذلك الفرح العارم بشن معركة عاصفة الحزم مصدرا آخر لا يقل أهمية عن ذلك ويتمثل في إدراك المواطنين جميعا وإدراك مواطني كافة الدول المشاركة في تلك المعركة لما تعنيه سيطرة الحوثيين على اليمن وما يمهد له ذلك من التمدد الإيراني الذي استمرأ التدخل في شؤون المنطقة، فمعركة عاصفة الحزم معركة وقائية تسعى لحماية المنطقة من حرب أشد أو الاستسلام لأوضاع أشد قسوة وإذلالا من الحرب. معركة عاصفة الحزم هي معركة من أجل السلم ومن أجل الاستقرار ومن أجل الأمن ليس للمملكة ودول المنطقة فحسب بل للعالم أجمع، العالم الذي يدرك أن أمنه بات معقودا بأمن المنطقة واستقراره لا يتحقق بدون استقرارها. الفرح العارم بخبر عاصفة الحزم فرح بمنطق القوة حين لا يجدي منطق سوى منطقها، وفرح بمستقبل للمنطقة تكون فيه آمنة ومستقرة استقرارا صحيحا وليس استقرارا زائفا قابلا للتهاوي في لحظة. نقلا عن "عكاظ" السعودية