حين مات الكثير من ابناءتعز .. وفاحت رائحة الدماء وسط المدينة وفقدت الام فلذة كبدها _ وارسل الاب ابنه لياتيه بالماء فعاد إليه محمولاً باحضان الاشهاد وثيابه مضرجةً بالدماء حين نام الجار ومنزل جاره شامخاً كجبل صبر وافاق في الصباح وقد غدى المنزل ركام ولم يبقى من افراد الاسرة سوى الطفلة ريهام حين وقف بائع الشام امام عربيته الصغيره في ركن الشارع يبتسم للماره ويبحث في وجوههم عن تباشير الصباح وفجئه وقبل ان تنضج اول شامة في عربيته سقط البائع جثةً هامدة نصف راسه على جسدة والنصف الاخر وزعته قذيفة الغدر بالتساوي مابين الشارع والرصيف .. حين ذهب الطبيب في الصباح ليمارس عمله ومهنته الانسانيه وينقذ ويضمد جروح المصابين وعاد في المساء _ تاه في الحي وهو يبحث عن منزله _ وبعد بحثاً طويل ارشدة احد العابرين لذلك المنزل الذي اصبح ركام _ صاح الطبيب باعلى صوته اين اولادي ..؟ فاجابه صوتً شاحب زوجتيك الثنتين واولادك الاثنيين وابنتك الوحيدة في ثلاجة المشفى وولدك الاخير في غرفة العناية المركزة ... حين مر الاب وابنه الصغير من امام مستشفى مكتظاً بجثث الشهداء واجساد المصابين .. توقف الاب عند بوابة المشفى المخظبة باللون الاحمر يسمع أنات الجرحى تخترق الجدار فتمتم بشفتيه ( حسبي الله ونعم الوكيل ) ومضى في طريقه ماسكاً يد ابنه وماهي الا لحظات وعاد الاب والابن للمستشفى ولكنهم عادو جثثاً هامدة فقد اصابتهم قذيفة جوار المشفى . حين اجتمع الشباب بركن حارتهم المعهود .. يتناولون اطراف الحديث .. وقبل ان يكمل اياد ضحكته سقطت عليهم القذيفة ومات جميعهم وكان اياد مازال فاتحاً فمه ليكمل ضحكته في الجنة . حين تحول حي الحوض الى مدينة اشباح بمنازله المدمرة وشوارعه الخالية من العابرين واصبح شارع المغتربين شارع المنتحبين وفقد حي الموشكي بسمته وغدى حزين .. وجبل صبر ما عاد متنزهاً لمن هم عن السعادة باحثين وقلعة القاهرة اضحت معالم تاريخها اثراً بعد عين وجبل الجرة غادرة القاطنيين وحي المرور كل سكانه امسو نازحين حين نزفت تعز .. وعجز الاطباء عن تضميد جراحها .. وانتزع الغزاة بسمتها وزرعو فيها الانيين حينها .... هرول احد ابنائها مسرعاً نحو جبل التعكر الفاصل بين محافظة ابوتعز واعتلى قمته وصرخ باعلى صوته منادئا ً : يا ايها العالم الذي لحقوق الانسان قدس جائت اليك ظلامةً تشكو من واقعنا المدنس اغتال الغزاة مدينتي .. افرغو فيها حقداَ مكدس هدمو منزلنا الصغير .. زعمو ان داخلهُ اسرائيلياً مجنس ما عاد ياعالم في مدينتنا سكون ماعاد السلام في مناهجنا يدرس لم ينتصر لابنتعز احداً من العالمين ...تبسم الجميع امام صرخاته واشادو بصوته الحزين .. وقال جميعهم .. انت بحاجة لمزيداً من الطعنات لتطربنا بعذب صوتك .. اصرخ .. استغيث .. ما نحن لك بناصرين.