في محاولتهم الفاشلة فجر أول من أمس لاقتحام أراضي المملكة من جهتي جازان ونجران يثبت الانقلابيون في اليمن أنهم غير أهل للثقة، ويتبيّن للجميع مدى عجزهم عن فعل شيء، ولتعويض ذلك الخلل الكبير لديهم أرادوا أن يحققوا إنجازا معنويا كيفما اتفق، فتصدت لهم قوات المملكة الباسلة وكبدتهم خسائر فادحة، فنالوا ما يستحقون جزاءً على سلوكهم الأرعن، إذ كيف بمن صار مطاردا من قوات التحالف العربي المشترك أن يستطيع السيطرة على مناطق منيعة خارج حدود بلاده. ومنعا لأي تلاعب إعلامي من قبل الانقلابيين الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع صالح، جاء البيان الذي أصدرته قيادة القوات المشتركة أمس ليضع النقاط على الحروف، ويوضح أنه "بفضل من الله وتوفيقه ونصره وتمكينه، تمكنت قواتنا المسلحة السعودية هذا اليوم من صد هجوم على عدة محاور بقطاع جازان ونجران من الجانب اليمني اتضح أنه منسق ومخطط ومنفذ من قبل تشكيل للحرس الجمهوري التابع لقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وبمساندة من ميليشيا الحوثي".. ما يؤكد أولا أن التحركات المشبوهة لأعداء الشرعية اليمنية غير خافية، ويؤكد ثانيا يقظة قواتنا المسلحة وتنبهها لأي خطر قادم من الخارج، ويبث ثالثا رسالة للشعب السعودي أن هناك أبطالا يذودون عن أراضيه ويحمونها، وهم مستعدون لبذل أرواحهم في سبيل الوطن. ومع التوضيح في بيان قيادة القوات المشتركة المشار إليه أنه "كانت ليقظة جنودنا في الميدان الدور الأكبر بعد توفيق الله في صد هذا الهجوم الذي قصد به اختراق حدودنا وتحقيق نصر معنوي يغطي خسائر العدو ويمحو فشله أمام مناصريه". فالمسألة إذًا مكشوفة، والقصد من محاولة الاقتحام الفاشلة إيهام العناصر الانقلابية ومناصريها أن وضع الانقلابيين العسكري جيد، غير أن النتيجة جاءت على عكس ما كان يأمله الانقلابيون، ليعرف أعوانهم بالتالي مدى الضعف الذي بلغوه وحجم الهوان الذي وصلوا إليه. فالدرس الذي قدمته القوات السعودية الباسلة خلال اشتباكها مع العدو كان بليغا، فتمكنت بشجاعة كبيرة من مواجهة مقذوفاته وتدمير آلياته ومعداته التي أقحمها في المعركة، فكانت النتيجة وبالا عليه، وأما أبطال الوطن ممن ضحوا بحياتهم فهم شهداء الواجب الوطني، وهيهات أن يتمكن العدو من وطن به مثل هؤلاء الأبطال.