إن كان الانقلابيون في اليمن يعتقدون أن القوات المسلحة السعودية غافلة عن محاولاتهم الفاشلة وتحركاتهم المشبوهة لنقل المعركة إلى الحدودية السعودية، فقد أخطأت حساباتهم كثيرا. والرد القاسي الذي تلقته ميليشياتهم أول من أمس هو درس جديد يضاف لما سبق أن لقنتهم إياه من دروس، يبين لهم أن أي خطة منهم لاختراق الحدود ستواجه بما يجعلهم يتراجعون ويتكبدون خسائر تضعف قدراتهم أكثر وأكثر. فالهدنة وضعت كي تطبق بما يخدم الشعب اليمني، وليس ليستغلها المتمردون الحوثيون وأعوان المخلوع صالح في إعادة الانتشار، أو تنفيذ هجوم على الأراضي السعودية خلال الاقتراب من الحدود وإطلاق القذائف، فأمن الداخل السعودي خط أحمر، ولذلك تم استهداف تجمعات الميليشيات الانقلابية بعد رصد مواقعها عبر أبراج المراقبة وطائرات الاستطلاع، فمَن خرق الهدنة عليه أن يتحمل تبعات تصرفه الأرعن. وعليه، فالواضح أن قادة التمرد لا يرون أبعد من أنوفهم، ولو حاولوا النظر سيجدون ما يجري في عدن مثالا على المسارات الحقيقة خارج مناطق سيطرتهم، فالوفد الأممي الذي وصل إليها أول من أمس بأمان سيلمس عن قرب مدى الدمار الذي خلّفه الانقلابيون فيها، ويلمس أيضا ما تقدمه المملكة من مساعدات تصب في خدمة الشعب اليمني ونهضته من جديد، والتعاون بين التحالف العربي بقيادة المملكة والمنظمة العامة للأمم المتحدة لن يتوقف حتى يستعيد اليمن وضعه الطبيعي، ومع عودة تشغيل مطار عدن ومينائها، فقوافل الإغاثة لن تتوقف، ومن عدن تمتد المساعدات إلى باقي المناطق. لو نظر الانقلابيون إلى عدن بعد تحريرها وما يجري فيها من عمليات إعادة بناء لعرفوا أنه لا مكان في اليمن مستقبلا سوى للشرعية وللتنمية وصناعة الغد كما يجب أن يكون، فاليمن لأبنائه، وأي فكرة خارج هذا الإطار مصيرها الفشل، ونهاية الولاءات الخارجية أمر محتوم، إذ لا بد أن يكون قرار اليمن من داخل اليمن، وممن توافق عليه اليمنيون بعد المبادرة الخليجية والحوار الوطني، ثم لقاء الرياض. وغير ذلك عبث لا طائل منه.