من يقرأ تطورات الأحداث في اليمن خلال الأيام الماضية يدرك أن تحرير العاصمة صنعاء قد اقترب كما أشارت "الوطن" في افتتاحيتها الثلاثاء الماضي، ومثلما وُضعت خطة محكمة لتحرير عدن فلن يصعب وضع خطة لتحرير صنعاء يؤخذ فيها اختلاف المعطيات. غير أن الأكيد أن تحرير صنعاء سوف يضيّق الخناق على الحوثيين فلا يبقى لهم مجال سوى التراجع إلى صعدة، ومن ثم تكون نهايتهم هناك. لذلك يأتي ما قاله أول من أمس وزير الخارجية اليمني رياض ياسين من أن عملية السهم الذهبي لتحرير صنعاء ستبدأ خلال أيام كتنبيه للحوثيين وأعوان المخلوع صالح بأنه لا تراجع في إكمال مهمة تحرير اليمن، ولا فائدة يجنونها من الوقوف في وجه المقاومة الشعبية والجيش الوطني مع دعم قوات التحالف العربي بقيادة المملكة لهما، فالنتيجة محسومة، وخسارتهم لا مفر منها. قد يكون تحرير صنعاء أصعب مما سبقه من عمليات عسكرية، إلا أنه سوف يتم، وتوضيح وزير الخارجية اليمني أن ذلك قد يستغرق ثمانية أسابيع، يستشف منه أن غاية القوات المحررة هي التحرير والمحافظة على المنشآت والأحياء السكنية، وليس التدمير الذي دأب الانقلابيون على فعله من غير وازع أو ضمير. ولعل الأهم ما بيّنه الوزير اليمني من أن المرحلة المقبلة لن تشهد مشاركة الحوثيين في العملية السياسية إلا بعد قبول قرار الحكومة بنزع السلاح، والتخلي عن إيران.. فذلك هو الخيار الوحيد أمام الانقلابيين كي يندمجوا في العملية السياسية اليمنية كجزء من المكونات والتيارات التي تعمل لمصلحة الوطن بطريقة سلمية وليست عسكرية كعصابات أو ميليشيات مسلحة. إلى ذلك، من المنطقي أن يطالب ياسين بمحاكمة المخلوع علي عبدالله صالح "بسبب الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في اليمن"، فالمخلوع أساء كثيرا للشعب اليمني، وفرّط في الفرصة الذهبية التي منحت له في المبادرة الخليجية بالخروج الآمن، وتواطأ مع قوى خارجية هدامة وقوى داخلية تآمرية، ليقع أخيرا في شر أعماله، ويضع نفسه وأعوانه تحت طائلة المساءلة، والأيام المقبلة كفيلة بالإجابة ما إن كان سيلجأ إلى "صعدة" بعد تحرير صنعاء، وهل الطرق إليها مفتوحة أو ستكون آمنة بالنسبة إليه؟ أو إن كان الحوثيون سيتمسكون به ويستطيعون حمايته من مواجهة العدالة؟!