جاء استقبال سمو نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف، أول من أمس، للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في جدة، ليؤكد أن نهج المملكة مستمر وثابت في الشأن اليمني، وأنه لا مجال للتراجع عن دعم عودة الشرعية إلى اليمن مهما مانع الانقلابيون أو حاولوا تعطيل ذلك، ففي نهاية المطاف لن يصح إلا الصحيح وإرادة الشعب اليمني ستتحقق. لذلك، فإن ما أبداه الرئيس اليمني من تقدير لمواقف المملكة تجاه الشعب اليمني هو لسان حال كل يمني مخلص لوطنه، والمملكة حين دعمت عودة الشرعية إلى اليمن فإنما ذلك جاء إيمانا منها بأنه السبيل الوحيد لخلاص اليمن وإنقاذه من مؤامرة حيكت في طهران ضده، وتم تنفيذها بأدوات داخلية، غير أن التحالف العربي بقيادة المملكة أحبط المؤامرة وبدأ تدريجيا بإعادة الأمور إلى مساراتها، وما تحرير أجزاء كبيرة من اليمن وإداراتها من الحكومة الشرعية إلا البداية، ولن تحسم الأمور سوى بخضوع الانقلابيين من الحوثيين وأعوان المخلوع صالح للحكومة الشرعية، وتخلي ميليشياتهم عن الأسلحة والانسحاب من المناطق التي احتلتها. وعليه، فإن ما نوقش أثناء اللقاء من قضايا مشتركة بين البلدين، ومن تطورات الأزمة اليمنية، خصوصا ما يتعلق بالوضع الميداني، هو جزء من رسم مستقبل اليمن في مرحلة الاستقرار وما بعده، فالمملكة لن تتخلى عن اليمن وستبقى مساندة له إلى أن ينهض ويستعيد عافيته، وينطلق أبناؤه لتكوين ملامح الغد الذي يحلمون به بعيدا عن مخططات طهران وأذنابها الانقلابيين الذين وقعوا في شر أعمالهم. المملكة حين قدمت وما زالت تقدم دعمها العسكري والإغاثي لليمن، فهي تؤدي واجبا تمليه الثوابت التي تأسست عليها، والمملكة التي لم يُعرف عنها إلا العزم والحزم وقهر التحديات ستتابع مهمة إنقاذ اليمن.. وعليه جاء تأكيد نائب خادم الحرمين خلال لقائه الرئيس اليمني بأن المملكة حريصة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على أن "يحظى اليمن وشعبه بمزيد من الأمن والاستقرار".