وأخيرا قرّر التحالف العربي إنزال الجيوش على أرض اليمن بعد قصف جوي دام ستة أشهر. فما هي الاحتمالات؟ أتذكر حينما بدأ القصف الجوي في 25 مارس الماضي، أعلن قائد قوات التحالف العميد العسيري في بيانه الأول بأن طائرات التحالف شلّت قدرات الحوثيين وأتباعهم ودمرت 90 في المئة من إمكانياتهم الصاروخية والمعدات الثقيلة والآليات المتنوعة لدى الحرس الجمهوري، كما أعلن التحالف يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من أبريل أي بعد أقل من شهر بأن حملة «الحزم» انتهت وبدأت مرحلة «الأمل»، وقال البيان حينها «أنجزت أهدافها وفق الخطط الموضوعة في وقت قياسي». إعلان التحالف بعد ساعات من حملة الحزم عن تدمير 90 في المئة من قدرات الحوثيين من المؤكد أنها جُملة مهمة، ويجب التوقف عندها كثيراً، ولا يجوز أن تمر مرور الكرام. فما يريد أن يقوله العسيري إن قوات التحالف تحارب اليوم فقط 10 في المئة من قدرات الحوثيين، إلا أن الواضح أن التحالف بدأ اليوم يعاني من القضاء على القدرات المتبقية للحوثيين. فإن كان حال التحالف في التعامل مع عشرة في المئة من قدرات الحوثيين هو ستة أشهر من الغارات الجوية وما زالت مستمرة، فأي نجاح تحقق إلى الآن وبعض المواقع الحدودية صارت جبهات مباشرة مع الحوثيين وأتباع صالح، ومضافاً لذلك قدرة اليمنيين لضرب بعض المواقع؟، بل كيف سيكون وضع التحالف ونحن نراه الآن كما كان متوقعاً يستعد للدخول في الحرب البرية على الشكل الذي بدأنا نسمع عنه في الأيام الاخيرة؟!، كثير ممن ينظر للمشهد اليمني يقول بأن الدخول أكثر في اليمن هو عملية صعبة جداً، فإن كانت أكثر من 150 طائرة حربية مجهزة بأحدث وأعقد التقنيات العسكرية لم تستطع أن تُنهي المعركة وتحسمها في الأيام الأولى كما وعدنا العميد العسيري، فهل سنصدق أن الدخول البري الأكثر خطورة وصعوبة أن يحسمها؟!، كيف ستُحسم المعركة ومساحة اليمن أكثر من 500 ألف متر مربع بطبيعة جغرافية صعبة، وبتعداد للحوثيين وأتباعهم يزيد على المليون (إن لم يكونوا أكثر)... نقلا عن "الراي" الكويتية