في حديثه الأخير إلى محطة “سي بي اس” الاميركية قال الرئيس الايراني حسن روحاني إن بلاده:” لا تسعى إلى شن حرب ضد أي بلد”. إذا أخذنا هذا الكلام على محمل الجد, واعتبرناه إعلان حسن نوايا, نسأل: هل يعني ذلك وقف ايران تدخلاتها العسكرية والأمنية في العراق وسورية واليمنولبنانوالكويتوالبحرين, أم انه مجرد شعار كما قال الرئيس نفسه عن “الموت لاميركا”؟ يبدو من المواقف التي يعلنها قادة نظام الملالي أننا امام دولة متعددة مصادر القرار, أو بالأحرى لا صانع قرار فيها, وهو ما يزيد قلقنا من كل موقف يعلن, ويدفعنا الى قراءة ما بين سطور الكلام, فهذه الدولة التي “لا تسعى الى الحرب على أحد” هي من عملت على مذهبة وتطييف الصراعات السياسية في بعض دول الاقليم, أكان في العراق حيث اعتبرت المسألة حربا بين السنة والشيعة, ويشهد على ذلك التهجير الممنهج من المدن والقرى التي تدخلها “قوات الحشد الشعبي” المذهبية, ولا تختلف عن “داعش” في شيء بهذا الامر, أو في لبنان حين اطلق العديد من مسؤوليها تصريحات عما اسموه”مظلومية الشيعة” وهو الاسلوب نفسه الذي استخدم في البحرين, أو في اليمن حين اوجدوا حصان طروادة لهم أسموه حركة “أنصار الله” وراحوا يغلفون صراعها مع بقية اليمنيين على انه طائفي؟ ونسأل أيضا… هل تخلت ايران عن موقفها الذي عبر عنه رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني قبل ثلاث سنوات بقوله:”على دول الخليج “الفارسي”عدم إعاقة طموحات إيران والا سنعيد العرب الى مكة كما كانوا قبل 1500سنة”؟ وهل كان كلامه التهديدي للكويت يومها والرامي الى شق وحدة مجتمعها تلويحا بما يمكن أن تفعله بعض خلايا بلاده النائمة المزروعة في المنطقة, خصوصا انه ربط هذا الكلام بموقف تصعيدي خطير حيال الكويت حين قال:” لدينا عمق ستراتيجي وشعبي هام ولن نتنازل عنه ونصف الشعب الكويتي موال لولاية الفقيه العظمى”؟ هذا الكلام يعتبر في الأعراف الدولية دعوة صريحة الى حرب طائفية أهلية في الكويت التي كانت,يومذاك, لا تزال تحت وقع صدمة اكتشاف شبكة تجسس ايرانية, وحينها لم يخبرنا لاريجاني هل كان سيرسل السنة فقط الى مكة, أم سيرسل معهم الشيعة العرب أيضا؟ أذكر جيدا كيف هدد لاريجاني الكويت تحديدا بقوله:” اذا كانت الصهيونية الأميركية تحاول إسقاط الأسد فنقول لها بكل صراحة إذا سقطت سورية اليوم فذلك يعني سقوط الكويت غدا وافهموها كما شئتم”. اليوم حين ننظر الى التطورات التي شهدتها المنطقة والعلاقات الكويتية- الايرانية في السنوات الثلاث الماضية, وخصوصا بعد كشف شبكة التخريب الايرانية المعروفة ب¯”خلية العبدلي” وبعد التعدي في “حقل الدرة”, ونقرأ كلام الرئيس روحاني نجد ما يحكى إيرانيا في العلن عن حسن الجوار وعلاقات التعاون ليس إلا دس السم في العسل, وبمعنى أوضح هو تهديدات مغلفة بكلام ديبلوماسي, وهذا يدفعنا الى السؤال مجددا: كيف يمكن ان نأمن لدولة تنام على موقف وتستيقظ على آخر, ونظام يبطن غير ما يعلن, وهل كلام روحاني هذا يلتزم به الحرس الثوري ومن لف لفه من أذناب؟ مجرد سؤال!