يشير ما قاله نائب الرئيس اليمني خالد بحاح أول من أمس بأن المرحلة المقبلة سوف تكون "لإعادة بناء وتشكيل القيادات المسلحة" إلى أن استعادة الشرعية في اليمن لدورها تتحرك في المسار الصحيح، فوجود جيش قوي ولاءاته للوطن أمر مهم كي يستطيع اليمن تخطي عثرات الماضي، وحماية ما سيحصل عليه الشعب اليمني من مكتسبات نتيجة الدعم العربي بقيادة المملكة. والأكيد أن المملكة لن تتخلى عن اليمن في محنته الصعبة، وستكمل ما بدأته إلى أن يسترد عافيته، وما التضحيات التي بذلها أبناؤها إلا غيض من فيض مما قدمته المملكة وسوف تقدمه من أجل خلاص اليمن والانطلاق نحو بناء المستقبل الخالي من المنغصات، أمثال الحوثيين وأعوان المخلوع. ولعل ما أعلنه أمس المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد ركن أحمد عسيري عن أسر جنديين سعوديين في اليمن دليل على اشتداد حدة المعارك مع الانقلابيين ووصولها إلى حد الالتحام في بعض المناطق، الأمر الذي يعني أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في حرب تحرير اليمن وعودته إلى الحاضنة العربية إثر إحباط المخطط الذي كان يرمي إلى إخضاعه للسطوة الفارسية. التصعيد الذي تمارسه الميليشيات الانقلابية ضد المدنيين في تعز بقصف الأحياء السكنية والمنشآت التجارية والحيوية، وإيقاع كثير من الضحايا بين النساء والأطفال قبل عيد الأضحى المبارك، سينقلبان ضدها، وإن كانوا يحسبون أنهم بأفعالهم الإجرامية تلك قادرون على تخفيف ضغط المقاومة الشعبية والجيش الوطني اليمني بدعم التحالف العربي على مأرب، فإن ذلك لن يحدث، لأن خطة تحرير مأرب اكتملت ولحظة البداية اقتربت. وقوات التحالف تعمل حاليا على جبهات عدة لدحر الانقلابيين وإضعاف إمكاناتهم، وتتقدم في مأرب كما في تعز، وتحقق إصابات مباشرة في صفوف ميليشيات الخونة وآلياتهم العسكرية. ومع تأكيد العميد أحمد عسيري أن العمليات في مأربوتعز ستحسم قريبا، ما يمهد للوصول إلى صنعاء.. يمكن القول إن الصورة أخذت تتضح أكثر فأكثر.. ومهما قاوم الانقلابيون فلن يستطيعوا منع نهاية مرحلة الفوضى والتوجه نحو مرحلة الاستقرار.