رغم الحرب والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، إلا أن حفلات الأعراس مازالت تقام في عموم المناطق اليمنية مجسدةً المثل اليمني الشهير " كل شيء في طريقه" بمعنى شارك الناس أفراحهم وأتراحهم. أعراسٌ ومناسباتٌ أجُلّت في بداية الحرب لكن مع إستمرراها أبى العرسان اليمنيون إلا أن ينثروا الأمل في نفوس الناس المتعبة ويرسموا البهجة على ملامحٍ أرهقها الحزن على وطنٍ لم يعد سعيداً كما كان.
في كل أسبوع، عريسٌ وعروسه يُزفّان في موكب بهيج إلى عش الزوجية بمشاركة الأهل والأصحاب راسمين لوحة بهية ألوانها البهجة والسرور والفرح والحبور رغم أنف الحرب.
يتزين المكان، ويتوافد الحاضرون لمشاركة العروسين فرحتهم وتنتشر رائحة الفل معطرةً المكان، وتصدح البلابل مغردةً بأعذب الألحان ويرقص على الأيك الحمام فتغمر الجميع فرحة طاغية متمنين للعروسين حياة زوجية سعيدة.
البعض يقتصر عرسه على تجهيزات بسيطة نظراً للأوضاع التي تمر بها البلاد والبعض يأبى إلا أن يقيم حفلاً صاخباً فتتزين السماء بالألعاب النارية وتعلو الأهازيج والزغاريد فوق هدير الطائرات معلنةً عاصفةً من الفرح.
حتى النازحون من المدن والقرى التي تشتد فيها المواجهات، رغم الصعوبات التي يواجهونها والظروف القاسية، والحزن على مفارقة الديار، إلا أنهم إحتفلوا بهدوء بعرسانٍ جدد فاليمنيون قادرون على خلق الفرحة من رحم المعاناة.