حين تتسارع الأحداث في اليمن ما بين تأهيل المناطق المحررة، وتعزيز القوات، والتمهيد لتحرير مناطق أخرى، فالأمور إذًا تتجه ضمن المسارات الصحيحة. التحرير أولا ثم إعادة التأهيل، وما تدشين نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح أمس، للعام الدراسي الجديد في مدارس عدن لمتابعة العملية التعليمية إلا حالة تعبر عما أنجزته الحكومة الشرعية في عدن التي صارت مدينة آمنة، رغم أنف الانقلابيين الذين طردوا منها بعد أن خربوا بنيتها وعاثوا فيها فسادا. لو أعمل قادة الميليشيات الانقلابية عقولهم، وراقبوا ما يحدث في عدن لأدركوا حجم العبث الذي مارسوه، وعرفوا أن إملاءات طهران لم تجلب لهم سوى الدمار، فبسبب تنفيذهم الأوامر الخارجية وتطبيقهم الخطة الإيرانية الفاشلة، باتوا ملاحقين في كل مكان، لا يدرون من أين تهبط عليهم القذائف، وحيثما تحصنوا تفاجئهم المقاومة الشعبية والجيش الوطني اليمني وقوات التحالف العربي.. فلم يبق لديهم سوى الفرار والتشرذم هنا وهناك. وأما طهران، فهي عاجزة تماما عن دعمهم، وستحبط قوات التحالف العربي كل محاولاتها الساذجة لتزويد الانقلابيين بالسلاح، ولعل المركب الذي ضبط قبل أيام محملا بالأسلحة والعتاد للحوثيين، مثال على عجز طهران التام عن دعم الخونة. الصورة تتبلور أكثر في مواقع عدة، ومن بعد تحرير سد مأرب ومضيق باب المندب في الأيام القليلة الماضية، يتواصل تطهير مأرب من بقايا ميليشيات الحوثي والمخلوع، لتسيطر القوات المشتركة على المناطق تباعا موسعة رقعة المساحات المحررة، فيما يتراجع الانقلابيون يوما بعد يوما ويخسرون ما كانوا عدوه مكاسب قبل أن يحزم العرب أمرهم بقيادة المملكة، ويطلقوا تحالفهم الذي قلب المعادلة وأعاد للشرعية قوتها، ولقن إيران درسا لن تنساه إلى الأبد. لذا، ليس مستغربا أن ترد الأخبار عن انهيار واضح في صفوف الميليشيات الانقلابية، واستسلام كثيرين من عناصر الحرس الجمهوري، بعد تيقنهم أن كفة الحكومة الشرعية رجحت، وبعد أن بان لهم شبح الهزيمة، خصوصا أن مرحلة استعادة الشريط الساحلي بدأت، وبالتزامن معها تمهيد الطريق إلى صنعاء. اليمن على طريق التحرير الشامل.. وتنقيته من التلوث الإيراني الذي أنتجه الحوثي والمخلوع مسألة حتمية، ليشمخ بعروبته.. محطما أحلام "الولي الفقيه" في قم.