المسؤولية العظيمة والدور الكبير للمملكة على المستويين: الإقليمي والدولي، جعلا هذا البلد أمام عقبات وتحديات عدة. أوهام التمدد الفارسي وتداعياته على أمن المنطقة، خصوصا الخليج واليمن من جهة، وتوحش التنظيمات الإرهابية وأطماعها في الداخل السعودي من جهة أخرى. التحالف العربي بقيادة المملكة وضع حدا للتدخلات الإيرانية في اليمن، بل ويقوم بتطهيره من ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع، ونجحت دول التحالف في استصدار قرار مجلس الأمن 2216 الذي ينص على منع تزويد الانقلابيين بالسلاح، ومعاقبة من يفعل ذلك، لكن جيوب الإرهاب في المنطقة، تجمع على أمر واحد، وهو مواجهة المملكة، داخليا وخارجيا. فالمملكة هي العدو الأول للميليشيات والتنظيمات الإرهابية، وهي الخصم السياسي الأول لكل دولة ترعى الإرهاب وتموله، وتجعله ذراعا لها في هذا الإقليم العربي المضطرب. نجاح الأجهزة الأمنية السعودية في مبادرة استباقية لإبطال عمليات إرهابية في الرياض والظهران أخيرا، وقبل ذلك اكتشاف كثير من الخلايا الإرهابية، والقبض على عشرات من أرباب الفكر الضال، جعل هذه التنظيمات تعمد إلى تنويع الهجوم على المملكة. فبعد التفجيرات الآثمة في المساجد، ومحاولات استهداف المنشآت الأمنية ورجال الأمن البواسل، ها هو "داعش" النسخة الأخيرة للإرهاب، والأكثر دموية ورجعية وتطرفا، يتبنى أربع عمليات انتحارية، استهدفت اثنتان منها فندقا يستخدم مقرا للحكومة اليمنية، واثنتان لمقرين للعمليات المركزية للقوات السعودية والإماراتية"، أسفر عنها استشهاد 15 من قوات التحالف. يبدو أن نجاح المملكة ودول التحالف في تحرير مأرب وباب المندب، وانتصار المقاومة الشعبية على الشريط الساحلي والمناطق المحيطة بتعز، آلم كثيرا التنظيمات الإرهابية، في مقدمتها "داعش". هذا الانتصار السياسي للمملكة ودول التحالف، وللحكومة الشرعية في اليمن، يقطع الطريق على إيران و"داعش" و"القاعدة"، في محاولاتها السيطرة على هذا البلد ذي الموقع الاستراتيجي المهم. فاليمن خاصرة الوطن العربي، والتنظيمات الإرهابية ك"داعش" تسعى إلى خلخلته ثم محاولة السيطرة عليه كما حدث في سورية. بقي أن نقول: الواقفون خلف هذه العمليات الانتحارية هم جيوب الإرهاب في الإقليم. مَن يغيظهم نجاح المملكة ودول التحالف في اليمن هم: الانقلابيون الحوثيون وأتباع المخلوع، إضافة إلى إيران و"داعش". أهدافهم واحدة، ومصالحهم تتقاطع في معاداة المملكة، لكنها لن تتحقق، ولو كان الإرهاب السبيل الأوحد لتحقيق هذه الأهداف.