كما هو سلوك أي جيش متقدم، يحرص جيش دولة الإمارات العربية المتحدة على تطبيق أفضل الممارسات نحو تعزيز دور منتسبيه. من هنا تسلم الدفعة الثانية من قواتنا المسلحة المهمة بعد إنجاز الدفعة الأولى مهمتها، ومن هنا الإعلان عن توقع استقبال جنودنا البواسل في خلال الأيام المقبلة، حيث يحتفل بالقادمين على صعيدين رسمي وشعبي. أهلاً بالأبطال الذين أضافوا إلى معنانا، نحن شعب الإمارات، خلاصة المعنى الأجمل والأصدق، وأدخلونا في تجربة جعلت خياراتنا المستقبلية أبهى وأقرب من ناحية، وأسهل وأصعب من ناحية ثانية، ولا تناقض في وصفنا بين السهولة والصعوبة، فوصف كل تحد بهذا الحجم ينبغي أن يكون هكذا، فسرعان ما تتحول الصعوبة إلى سهولة ويسر مع احتشاد إرادة الإمارات، قيادة وشعباً، على هذا النحو الذي ندر أو ربما انعدم مثيله، فهو حتى يتكرر بالسوية ذاتها فيجب أن تتوفر له ظروف ومناخات الإمارات نفسها، وهي ليست إلا بعض عبقرية هذه الدولة المواكبة لحركة الحاضر والمستقبل بامتياز. تمت عملية التسليم والتسلم في إتقان واحترافية تابعهما المحللون العسكريون والاستراتيجيون بإعجاب كبير، وكعادة الإمارات، فقد تم كل شيء ضمن الخطة المحددة من دون تأخير، وكل ذلك بالتزامن مع ما يتحقق على الأرض من انتصارات تبشر بقرب تحرير العاصمة صنعاء من براثن جماعة الحوثي التابعة للأجندة الإيرانية البغيضة، وكذلك براثن المخلوع صالح، رجل الغدر والمؤامرات الصغيرة والتكتيكات المستهلكة والتقلب في الانتماءات ما جعله يتشقلب على كل حبال وكأنه مهرج السياسة العربية في العصر الأخير. قالت الإمارات، ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، إن الحوثيين يمثلون واحداً من مكونات الشعب اليمني ضمن الحوار الوطني والمسار السياسي المتفق عليه بقرارات من مجلس التعاون والجامعة العربية والأمم المتحدة، وإذا بجماعة الحوثي والمخلوع تتمرد على الشرعية بانقلاب يذكر بعهد الانقلابات التقليدية، مهددة أمن واستقرار المنطقة بالخطر الجسيم. عندما لبت دول التحالف العربي، ودولة الإمارات في صميم القرار والفعل، بدا، منذ الوهلة الأولى تفوق قوات التحالف والمقاومة الشعبية اليمنية على ميليشيات الحوثي والمخلوع. من أجل استعادة الشرعية وتخليص جنوب شبه الجزيرة العربية من عبث العابثين وأذيال إيران، ذهبت قواتنا المسلحة إلى اليمن، ومن أجل كرامتنا وعزتنا ومجد حاضرنا ومستقبل أولادنا وأحفادنا ذهبت قواتنا المسلحة إلى اليمن، وها هي الدفعة الأولى من جنودنا الأبطال على موعد قريب مع أرض الإمارات الغالية التي احتضنت قبل ذلك أجساد زملائهم الأبرار الأحرار. قوة هناك تعود إلى هنا، وقوة من هنا تذهب إلى هناك، وفي البال علم الإمارات الذي يرفرف خفاقاً على كل بيت وسقف في الإمارات، ويخفق عالياً وكأنه القلب الجمعي على سد مأرب الذي بناه زايد الخير، طيب الله ثراه، وفي الذاكرة الشهداء والمصابون وأمهات الشهداء والمصابين، وفي السمع والبصر والفؤاد نصر من عند الله.