معركة تحرير تعز ليست مجرد وقت عابر تتم فيه المواجهة بين طرفين وينتهي بانتصار طرف على آخر ، وليست مجرد ساحة للقتال فقط سيبسط عليها في النهاية المنتصر وينسحب المهزوم ، ولن تكون مجرد قطعة ارض دار الصراع فيها بين المعتدي عليها والمدافع عنها وانتهى بعودتها لصاحبها ودحر المغتصب ،، ولكن معركة تحرير تعز هي معركة من لون آخر ، تحمل الصور الكثيرة ، والدلالات المتعددة ، فهي المعركة التي تخوض اعظم مواجهة عسكرية ، وتواجه في اعنف ساحة قتالية ، وتنفذ انجح تكتيكات عسكرية ، وتستخدم احدث اسلحة حربية، وترسم اجمل لوحة فنية ، وتمثل اروع صورة حضارية، وتخلد اقوى فاصلة تأريخية ، فتحرير الحالمة يجسد تحقيق الحلم العربي . تعز تجسد الوحدة اليمنية ، وقد مثلت وحدة التضامن معها ووحدة الدفاع عنها ، فحصار تعز قد جعل ابناء اليمن يتضامنون معها من الشمال ومن الجنوب ، ويشاركون اهلها مشاعر الالم وينددون ويرفضون ماتقوم به الجماعة الحوثية الانقلابية وتحالفها الاجرامي من حصار على اهالي تعز ومنع الماء والغذاء والدواء ، وعندما دقت عقارب ساعة التحرير الاخيرة هرع الوحدويون من ابناء الجنوب من محافظة عدن نحو تعز ليشاركوا في تحريرها والدفاع ، ولله مااجملها من مواقف يسجلها التأريخ عندما سقط ابناء عدن شهداء فوق تراب تعز وهم في مقدمة الصفوف ليثبتوا للجميع ان اليمن الواحد وان التحالف الانقلابي عدو لكل اليمنيين . تعز تجسد الوحدة العربية ، فهاهم ابناء العروبة قد اجتمعوا فيها ليدافعوا عنها ، وهاهم يتبادلون مشاعر الاخاء ، ويسجلون مواقف الوفاء ، ويخوضون ملاحم الفداء ، ويضحون بالروح والدماء ، فصفوف معركة التحرير في تعز وحدت ابناء الخليج والجزيرة العربية والسودان العربي وغيرهم من ابناء دول التحالف الذين توحدوا في صف واحد وجاءوا ليدافعوا عن تعز وعن اليمن ، ومااجملها من لحظات عندما يسجل التأريخ الان ان العربان قد اجتمعوا في تعز ليعلنوا للعالم ان الوطن العربي وطن واحد ، وانهم يواجهون عدو كل ابناء الامة العربية. عندما انظر إلى المكونات الداخلية لمقاومة تعز اجد انها تشكل وحدة شاملة لابناء تعز ، وتلك الوحدة هي وحدة اسلامية قومية قبلية شعبية عسكرية حزبية ، وقد نتج عنها وحدة سياسية قتالية فكرية ، فالجماعة السلفية والتيارات الاسلامية اتحدت في صفوف مقاومة تعز وشكلت وحدة اسلامية ، والتيارات القومية كالحزب الناصري وغيره توحدوا في صفوف المقاومة ليشكلوا وحدة قومية ، ومشائخ القبائل ورموزها في تعز يشكلون وحدة قبلية ، والقيادات العسكرية بمختلف توجهاتها توحدت في المقاومة وشكلت وحدة عسكرية ، وشباب تعز ورجالها من مختلف الاعمار والمناطق توحدوا في المقاومة وشكلوا وحدة شعبية، وقد نتجت عن ذلك وحدة سياسية من خلال اجتماع اغلب الاحزاب في موقف سياسي واحد اسمه المقاومة ، ونتج وحدة قتالية من خلال اجتماع جميع الفصائل في صف واحد اسمه المقاومة ، ونتج وحدة فكرية من خلال توحد افكار المكونات المختلفة في فكر واحد اسمه المقاومة ، وهنا تشكلت مقاومة تعز التي يقاتل في صفوفها الشيخ القبلي والقائد العسكري والداعية الاسلامي والشاب المثقف ، والرجل الامي ، والناشط السياسي والحقوقي ، حتى المرأة لها حضور وتواجد في مقاومة تعز . نعم قد يكون هناك من ابناء تعز من يقفون مع الانقلاب الحوثي ويساندونه ، ولكني لا اعتبرهم من اهل تعز ، ولو كانوا من اهلها لماوقفوا مع من اعتدى على محافظتهم ودمرها وقتل ابناءها وحاصر اهلها ،، وهو ايضاً مايجعلني اعتبر ان الجماعة الحوثية ومن تحالف معها لايمثلون اليمن ، وكل من يساندها ويقف معها ليس بيمني ، ولوكان يمني لماوقف مع من يدمر وطنه ويسفك دم شعبه ويصادر قوته ويعيث الفساد والشر والاجرام في وطنه ،، كما انني اعتبر اي عربي يقف مع ايران ويتحالف معها ضد اي وطن عربي آخر ليس بعربي ، واي دولة عربية توالي ايران لاتمثل العرب ، ولوكانت عربية لما ساندت وتحالفت مع عدو العرب كلهم ، وهنا اقول اذا اردتم ان تعرفوا ثقافة تعز فانظروا إلى مقاومة الحالمة فانها من تمثل تعز واهلها ، واذا اردتم ان تعرفوا الايمان والحكمة فانظروا إلى المقاومة اليمنية فانها من تمثل اليمن واهل اليمن ، واذا اردتم ان تعرفوا الاصالة العربية فانظروا إلى دول التحالف العربي فانها من تمثل الوطن العربي الواحد وابناء الامة العربية الواحدة . كأنني انظر الى ميدان معركة التحرير في تعز ، واشاهد المقاومة ترسم لوحة فنية غنائية ، تشدوا وتطرب بالوحدة العربية ، وتتغنى باغاني الافراح التي منحها اللقاء ، وتزف بشائر النصر الوحدوي وترسم المستقبل الوحدوي اليمني العربي ، نعم اني ارى اهل تعز يغنون ويرقصون ويرحبون باهلهم العرب الذي لم يخذلوهم وامام عدوهم لم يتخلوا عنهم ، اني ارى في تعز لوحة فنية غنائية تشكل عنوان اسمه "بشائر الحلم العربي". رابط صفحة الكاتب في فيسبوك https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=182922848718778&id=100010031927293