في اسوأ يوم في تأريخ محافظة إب الخضراء ، وصلت اليها الجماعة الحوثية ولقت حفاوة واسعة واستقبال منقطع النظير ، لم تحصل عليه في اي محافظة أخرى ، فقد خرجت قيادة حزب المؤتمر في إب والمشائخ وكبار المسؤولين ، لبستقبلون الجماعة الانقلابية ويرحبون بها وهم يرددون : وصل الحوثي إلينا بعد ماطال السفر وجب الترحيب منا والحفاوة بالخطر ايها السيد فينا جئت بالامر الأشر جئت شرفت ارضنا إب مرحباً شر البشر ياولد ايران انك نعم من فيك افتخر انت قائدنا الحقيقي تحت أمرك ان أمر مسكنك عالي الاعالي في العيون وسط النظر كلنا عسكر لجانك صرختك اجمل خبر خذ اهالي إب اجمع حتى حزب المؤتمر وهنا تم استقبال الحوثي حتى اوصلوه إلى منزل المحافظ واقعدوه في كل اماكن الدوله وسلموا له كافة الصلاحيات . استقبال قيادة مؤتمر إب ومشائخها للحوثي لقي استنكار واسع واستياء شديد من جميع شرفاء المحافظة من كافة الاحزاب ، واتذكر انني تواصلت مع احد اعضاء اللجنة العامة في صنعاء ، وشرحت له واقع المحافظة وخطورة استقبال قيادة المؤتمر للجماعة الحوثية وليس من مصلحة المؤتمر وصول الحوثي إلى إب ، ولكن ذلك القيادي برر لي ان وصول الحوثي إلى إب هو من اجل القضاء على حزب الاصلاح فقط ،، فقلت له ان حزب الاصلاح في إب ليس لديه مايخسره كونه يمتلك اربع ادارت فقط وهي ادارة الامن والمالية والكهرباء ، وبقية الادارات العامة في يد المؤتمر ، ومن الغباء ان نؤيد الحوثي في القضاء على دولة باكملها بحجة ان عدونا لديه جزء بسيط منها ،، وقلت له ايضا ان إب ليس فيها آل الاحمر والفرقة الاولى مدرع ، ومن الغباء ان نؤيد تفجير السلم في محافظة إب بحجة خصم غير موجود ، ولم يكن بين المؤتمر وحزب الاصلاح في إب خلاف يستحق اي انتقام ،،، وبعدما اقنعته بذلك الأمر قال لي ان قيادة مؤتمر إب قد اخطأت ، ووعدني ان يتم مناقشة ذلك الامر عندما تجتمع اللجنة العامة مع رؤساء فروع المحافظات ، وكنت اتوقع ان تصدر هناك عقوبات تنظيمية ويخرج ذلك الاجتماع ببيان يوضح موقف المؤتمر من ذلك ، ولكن ماحدث هو اتخاذ مبررات وخرج ذلك الاجتماع بعذر اقبح من ذنب ، وهو ان اللجنة العامة سكتت عندما وصلت الجماعة الحوثية إب ، ولم تقل لقيادة المؤتمر هناك اذهبوا للاستقبال او لم تذهبوا ، والخطأ مشترك بين اللجنة العامة وقيادة مؤتمر إب ، وهكذا خرج ذلك الاجتماع وانا لم افهم منه حاجة كفيلم مشاهد ماشافش حاجة . كان احد اهداف قيادات مؤتمر إب من استقبالها للحوثي هو المحافظة على مراكزها ومناصبها ومواقعها الاجتماعية وصلاحياتها الوظيفية ، ولكن الحوثي لم يمنحهم ماكانوا يهدفون إليه ، ولم يراعي الجميل والمعروف الذي قدمه اولئك القيادات المؤتمرية ، من خلال استقبالهم الرائع ، وترحيبهم الطيب ، الذي جعلهم يجعلون ذلك الوصول كزفاف عرس وفرح ليس له مثيل ، فالحوثي انفرد بكل شئ في محافظة إب واستحوذ على السلطة لوحده فقط ، ولم يجعل لقيادة مؤتمر إب اي اعتبار ولم يمنحهم اي صلاحيات ، وانما جعلهم بأشبه اشخاص لم يكن لهم اي تأثير واقعي ولايهشون ولاينشون ، وقضى على ماكانوا يمتلكونه من صلاحيات في مناصبهم باعتبارهم وكلاء محافظة ، ومشائخ المحافظة الذين استقبلوا الحوثي تم تهميشهم تماماً ولم يعد بايديهم اي سلطة فالقضايا التي كانوا يتولونها للحكم بين الناس قد سيطر عليها الحوثي ووجها إليه من خلال فتح لجان المظالم وتكليف مشرفيه بتولي امور كل القضايا ، والحوثي قد استولى على كل مواقع السلطة وعطل صلاحيات المجالس المحلية التي كلها مؤتمرية ، ومدراء العموم ومدراء المديريات التي تعتبر مؤتمرية بنسبة 98٪ ، وهنا يتضح جلياً ان الجماعة الحوثية وصلت إب لتحارب المؤتمر ،واولئك الذين استقبلوا الحوثي قد عادوا بخفي حنين ، واصبح المؤتمر هو الخسران الحقيقي امام الحوثي في إب . وعندما بدأت الحرب في اليمن من خلال قيام دول التحالف العربي بالقصف على الجماعة الانقلابية الحوثية ، ادركت قيادة الحوثي اهمية حاجتها لحزب المؤتمر والاستعانة به والاستقواء والاستخدام كيفما تريد ، فعادت نحو قيادة مؤتمر إب التي لم تستفيد من مافعله الحوثي بها عند وصوله ولم تعي الدرس جيداً ، وهنا اصدرت اللجنة الحوثية الثورية قرار بتعيين الشيخ عبدالواحد صلاح رئيس مؤتمر إب محافظاً للمحافظة ، ولكنها بعد ذلك لم تعطي الصلاحيات الكاملة للمحافظ المعين من قبلهم ، وانما تستخدمه في المواقف التي تريد والزج به في اي عقبة او صعوبة تعترضها ، وكل الصلاحيات هي بيد اللجنة الثورية ومشرفي الجماعة ، ولم يعد ذلك المحافظ المؤتمري إلا مجرد ديكور للزينة ، وجهة لتحميل المسؤولية ، وعامل لاستخدام اعضاء حزب المؤتمر في المعركة والدفاع عن الجماعة الانقلابية . يعتبر قرار الحوثي بتعيين رئيس مؤتمر إب محافظ للمحافظة بمثابة حرب على حزب المؤتمر ايضاً ، حيث اصبح المؤتمر كبش فداء للدفاع عن الحوثي ، وشريكاً في كل مافعله من جرائم ، ومتهماً في كل ماتمارسه الجماعة الحوثية من فساد وافساد ، ومسؤولا عن كل ذلك الفشل الناتج عن الادارة الحوثية للمحافظة ، ومكلفاً بمواجهة كلما يستهدف تلك الجماعة الانقلابية ويضر بها من مقاومة او غيرها . ولم تكتفي الجماعة الحوثية بالسكوت وانما رئيس اللجنة الثورية بمحافظة إب يمارس اسوء عمليات الفساد ويتصرف بكافة الصلاحيات، ثم يصرح ويحمل المسؤولية قيادة المؤتمر ومحافظ المحافظة المؤتمري كل مايحصل من فساد ومشاكل ادارية وغيرها في المحافظة ، وهذا مايتضح جلياً ان الحوثي يحارب حزب المؤتمر في إب ويبرء نفسه ممايحدث ، وهكذا اصبح مؤتمر إب خاسراً ومسؤولاً عن افعال غيره ، فالحوثي استخدم قيادة المؤتمر واحرقت شخصياتهم ولم يمنحهم الصلاحيات المطلوبة من خلال تعيينهم في تلك المناصب ، وانما حاربهم واستخدمهم في نفس الوقت ، وهكذا اصبح المؤتمر هو الخاسر الاكبر ، فقيادته يتعبون ليرتاح الحوثي ، ويعملون ليربح الحوثي ، ويتهمون ليتبرء الحوثي ، ويموتون في المعارك ليحيا الحوثي ... وسأكمل في مقال قادم .