قبل أيام عاد محمد عبده القاز أحد أبناء مديرية مسور/ عمران لتشييع جنازة اخته وتعزية أفراد اسرته, فاقتحم الحوثيون منزله و أخرجوه إلى أمام مسجد القرية ثم باشروا بإطلاق (15 ) طلقة نارية على جسمه ليلحق بأخته شهيداً صباح اليوم التالي من موتها دون مراعاة لحرمة العزاء على أقل تقدير. وبكل تأكيد لم تكن هذه الحادثة عابرة أو فريدة في تاريخ الحركة الحوثية , فقد ارتكبوا مئات الجرائم من أمثالها لأنهم في الأصل يشنون على اليمنيين حرباً مفتوحة في كل الجبهات في طول البلاد وعرضها, وهي رسالة واضحة لكل القبائل اليمنية مفادها أن هذا هو مصير كل من خالف الحركة الحوثية والتحق بركب المقاومة الشعبية , والدليل على ذلك أنهم ارتكبوا هذه الجريمة على مرأى ومسمع ليتناقل الناس الخبر وينتشر على أوسع نطاق. لم يتعلم الحوثيون من القبائل اليمنية قيم واعراف الحرب وأخلاقها, حيث كان الحوثيون يذهبون للقتال في مناطق المواجهات ثم يعودون لقراهم ولا يعترضهم أحد خلال حروب صعده وما بعدها, أما هم فيهجرون الناس من قراهم, ويفجرون منازلهم ويقتلونهم بداخلها أمام أهاليهم ونساءهم وأطفالهم , وهذا دليل على مدى الحقد التي تكنه صدورهم تجاه القبيلة اليمنية, والتي من أبجديات ثقافاتهم تدميرها والقضاء على كل قيمها وأخلاقها. لن أوجه كلامي للحوثيين مطالباً إياهم بتسليم القتلة والمجرمين , كونهم جميعاً قتلة ومجرمين , ولن أحذرهم من تمزيق النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي لأن مشروعهم الطائفي قائم من أساسه على تمزيق النسيج الاجتماعي ونسف التعايش السلمي , بالإضافة إلى أن هذه الجماعة الوحشية البريريه القادمة من أدغال التاريخ لا تجيد سوى لغة السلاح كما فعلت مع الشهيد القاز في وقت عزاءه . لكن الكلام موجه لكافة القبائل اليمنية التي مازلنا نعول عليها في تغيير المعادلة على الساحة اليمنية . إلى متى ستبقى هذه القبائل العوبة بيد الميليشيات التي تقتل أبناءها أمام أعينها, وبأيادي أبناءً لها آخرين جندوهم تحت عباءتهم , عملاً بسياسة جدهم أحمد بن سليمان التي عبر عنها في القرن السادس الهجري بقوله : ولأضربنَ قبيلةٍ بقبيلةٍ ** ولأملأن ديارهنَّ نواحا. الى متى ستستمر القبائل في تقديم الطعام والشراب لهذه العصابة التي تتسمن بلبن وسمن أبقارها لتقتل فلذات أكبادها ؟! لماذا تترك القتلة والمجرمين ومرتزقتهم الذين انخرطوا للقتال في صف الحوثي يعيثون في الأرض فساداً في طول البلاد وعرضها ؟! إن المطلوب من القبائل اليمنية أن تنتفض من الداخل وأن تلتحم بالمقاومة الشعبية لإنقاذ اليمن من براثن السلالة الفارسية, وأن تسحب أبناءها من الجبهات ليتركوا السلالة الإمامية تلاقي مصيرها لوحدها جزاء ما اقترفت يداها من جرائم بحق الشعب اليمني . وعلى القبائل – أيضاً - أن تدرك جيداً أن دماء محمد عبده القاز وأمثاله ممن نالتهم يد الغدر والخيانة الحوثية ستظل وصمة عار في جبين كل من تعاون مع الميليشيات الإمامية, أما الحوثيون فهم العار بكله والخيانة بذاتها.