المعركة اليوم ليست بين بكر وتغلب، وليست المشكلة داحس والغبراء.. معركتنا بين الأمة العربية ذات البعد الثقافي الحضاري الضارب في أطناب التاريخ والتراث الإسلامي الممتد من 1500 عاما، وبين إيران الباحثة عن مجد الفرس الذين أفل نجمهم مع استعادة الأراضي العربية لهويتها في القادسية الأولى وطهرت من مكر المجوس، وفقا لسنن التدافع وقواعد الصراع المتغيرة على الدوام .. وبناء عليه، السلطة العربية المتمثلة بالحكومات تمثل الحائط الأول لصد الهجوم الفارسي والقوات العربية تمثل الحائط الثاني، والاحزاب والمنظمات والجماعات والجمعيات تمثل الحائط الثالث، والشعوب تمثل الحائط الرابع، ويمثل الإعلام اليوم الحائط المتنافذ والمتداخل مع بقية الحوائط الآنفة الذكر، فهو يحسن خطاب السلطة ويعيد صياغة خطاب القيادة العسكرية، وفقا لرؤى وأهداف الأمة، ويعمل على نشر الوعي ورفع سقفه في الحائطين الثالث والرابع لتكون للأمة كلمتها الواحدة. أما لغة التراخي الإعلامي وفتح الباب للمزايدات وإثارة الضجيج في الأوساط المختلفة، ليس إلا تقصيرا وإن استمر ليس سوى خيانة تستحق العقاب .. الإعلام مسؤولية يا عكاظ وليس تبريرا للخطأ، حتى وإن أخطأت الوكالة فما دوركم أنتم، هل فقط أنتم مجرد ناقلين، أين المسؤولية عن الأمن القومي العربي؟ الرسالة ليست لعكاظ فقط بل لكل الوسائل الإعلامية في دول التحالف بما فيها العربية وكل القنوات والوسائل، وشكرا..