تحقق المقاومة الشعبية في تعز تقدماً ملحوظاً وتستعيد العديد من المواقع التي كانت تصب النار على رؤوس أبناءها، كل ذلك دون دعم التحالف لها ورفد جبهتها بالسلاح النوعي والذي لطالما صبّ التحالف والشرعية لهذه المدينة وابل من الوعود دون أن تجد منهم غير تلك الوعود ! تصرخ اليوم تعز من شَرعية "هادي / بحاح" أكثر من صراخها من رعونة ووحشية "صالح / الحوثي " فخذلان الأول لها أشد فتكاً من رصاصات الثاني، هذه المدينة التي تستميت في الدفاع عن شرعيتكم تستحق منكم وقفة قوية تعيد لها ولكم الاعتبار فقد كَلت ومَلت وسَئِمت وعودكم ولم يعد بمقدورها الصمت على ذلك، فإذا كانت تُذبح من الإنقلابيون مرة فإنها تذبح من شرعيتكم الف مرة . كلما أحرزت المقاومة تقدماً ميدانياً خرجت قيادة الشرعية ممثلة ب "هادي ،بحاح" لتقول بأنها أجرت اتصالات بعدد من القيادات العسكرية للاطمئنان على سير العمليات القتالية وساقت معها جملة من الوعود "التخديرية" والتي سرعان ما تتبخر ويتضح بأنها مجرد سراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً . تعز قلب المعادلة الوطنية وأيقونة الثورة والمقاومة تدور في دائرة مصمته من القرار السياسي وخذلان لم تتجرعه مدينة قط قبلها ودونما ذنب يترك ابناءها منفردين لمواجهة قطيع من مليشيا صالح/ الحوثي في رصيده من العتاد و السلاح ما يكفي لخلط لحوم ابناءها بترابها وتحويلها الى كتلة من جحيم، وبرغم أنها شوكة الميزان وأحد مفاتيح صنعاء وحارس عدن وهي المُعول عليه في معركة كسر العظام وإعادة رسم خارطة موازين القوى في الميدان وترجيح كفة ميزان "الشرعية" إلا أنها لازالت تقاوم بدبابة ومدرعة وبندقية في الوقت الذي تنام المدرعات في بعض المناطق الجنوبية بجوار البقر والغنم ولم يتبقى لها إلا أن تتقاسم القصب معها لتتحول الى بقر "ضد الرصاص"، والسؤال هنا إلى متى ستظل هذه المعدات حبيسة مطابخ القرار ؟ ولماذا التعامل مع المقاومة بازدواجية وغموض لم يعد خافي ! في السّلم والحرب تعز مظلومة ومكلومة تظلم من ذوي القربى اضعافاً مضاعفة وظلم ذوي القربى أشد غضاضة من وقع الحسام المهند، اسألوا هادي واسألوا قيادة التحالف كم مرة أداروا وجوههم عن تعز بل أسألوهم كم وعد قطعوه على أنفسهم بإسناد مقاتليها بالسلاح والعتاد دونما تنفيذ، ماذا صنعت تعز حتى تترك منفرده تصارع بمجاديفها، لماذا عندما تحقق المقاومة تقدماً نوعياً يهرول التحالف ومعه الحكومة الشرعية لمحاولة إختطاف وسرقة النصر وعندما تقاوم يكاد الطرفان ابتلاع السنتهم، تعز يا قيادة التحالف وياتحالف الشرعية مقاتلوها حُفاة عُراه جَوعى مديونون يسطرون بأيديهم ملامح الدولة ويمرغون انوف الإنقلابيون مقاومون كهؤلاء يستحقون منكم كما اسلفنا وقفة بالأفعال لا الأقوال . لم يستطع إعلام صالح تحجيم أو تقزيم انتصارات المقاومة في تعز بقدر ما عكس أثر الهزيمة التي لحقت بهم مصحوبة بصورة تكشف الوجه القبيح لفاشية مليشياتهم وحجم حقدهم الدفين على أيقونة ثورة 11 فبراير وعاصمة الثقافة، ولأن صالح يدرك تماماً ماذا يعني خسارة جبهة تعز يحاول مجدداً إعادة ترتيب صفوفه للعودة الى خط المواجهة مرة أخرى فيقوم بحشد المقاتلين من أبناء القبائل وسحب آخرين من جبهات أخرى في محاولة لتحقيق نصر حتى وإن كان "جزئي" بأي ثمن وبأي طريقة لإلحاق هزيمة "نفسية" وأخرى "عسكرية" تضرب مصداقية التحالف وتصب في رصيده، حشد كهذا يتطلب وقفة جاده من التحالف والحكومة الشرعية وتكثيف الجهود لاستكمال تحرير ما تبقى من المناطق التي لاتزال المليشيا تسيطر عليها وقطع الطريق أمام أي قوة قادمة من خلال تعزيز الجبهة بالسلاح النوعي وتسليط الطيران على قافلات الإمداد، كل ذلك من شأنه الاحتفاظ بما حققته المقاومة بالإضافة الى الاستمرار في تحقيق مزيد من المكاسب على الأرض وصولاً الى تحرير تعز بالكامل وتقليم أظافر صالح فيها لتتمكن صنعاء من التنفس مجدداً . أخيراً قضية عادلة كقضية تعز حتماً ستنتصر بشرعيتكم أو بدونها، طال الزمان أو قصر، ومطلب شرعي كمطلب أبناءها كفل التاريخ لهم بحق الانتصار والتحرر .