باتت هذه المدينة قطعة وجع و جرح مفتوح،، يقرأ العالم عنها في المرويات بأنها قطعة من حلم أبيض ولكنها على الجغرافيا ليست الا مجرد أناتٍ قاتلة وجراحٍ غائرة وأوجاعٍ متصاعدة وكتلة من الألم الرتيب فِتيان العار المقدس يطاردون فيها شهقات الحرية ويحيلون الحياة فيها الى مقصلة الوجع الوجودي ويصادرون الأفراح فيها الى صالات العزاء اليومي، ويصنعون منها بيئة لممارسة هواياتهم من الإذلال والقتل والتدمير والإرهاب لقد خدعونا يا أصدقائي بوهم السلم وخديعة السلام.. امتهنوا حياتنا وانتهزوا ارواحنا وانتهكوا اعراضنا.. وكلما فكرنا بأن ننتصر لذواتنا هزمونا بذريعة السلم والنازحين.. استطاعوا أن يقتنصوا نقاط الضعف لدينا.. هذه مدينة السلم والسلام هذه مدينة النازحين.. لا تعبثوا بها.. ستتفاقم الكارثة أن فكر أبناء إب بالدفاع عن انفسهم لأنها ملجئ من لا ملجئ له.. هكذا خدعونا يا أشقاء الروح فتحوا في هذه المدينة سجونٌ كبيره.. واستهدوا أقبية مظلمة.. وزجوا فيها بأنبل واطهر أبناءها.. سجن وتعذيب ثم قتل.. لم يتركوا أحد الا واعطوه نصيبه من الإذلال والأوجاع.. وفوق كل هذه الجراحات التي لا تندمل.. يأتي البعض وينعتنا بالإنبطاحيون، وهم لا يعرفون أننا في الحقيقة غرباء ولسنا انبطاحيون.. اتدرون لماذا غرباء؟! غرباء لأننا نقاوم في كل جبهات القتال بمختلف المحافظات، نقاوم غرباء.. ونموت غرباء في مدن غير مدننا، ونُقبر غرباء في مقابر بعيدة عن اهالينا،، واسألوا الجماعي والربية والحوري وغيرهم الكثير.. أبناء إب رأوا ان نهايتهم للتراب، لذلك قرروا ان يهبوا حياتهم ويجعلونها سماداً لحياة الآخرين.. يدافعون عن الإنسان من أقصى اليمن الى أقصاها، ويتغاضوا عن أنين أهاليهم من أجل وهم السلام ومن اجل مدينة النازحين. قبل يوم أقدمت عصابات المافيا الحوثية والصالحية بقتل مواطن في المدينة القديمة.. قاموا بإعدامه أمام زوجته وابناءه ثم سحلوه في الشوارع.. هل تدركون معنى ذلك؟! هل تدركون كم هو تافهٌ وحقير هذا القاتل ؟! لم يكن ذلك محض صدفة ولم يكن محض خطأ أو تصرف في حالة إنفعال.. ففي صباح هذا اليوم قامت تلك العصابة بإقتحام قريتنا الواقعة في الجهة الشمالية من منطقة السحول.. اقتحموها بعدة أطقم وعدد كبير من أفرادهم المتوحشون الملثمون والمدرعون والمدججون بكل انواع الأسلحة والذين أمطروا القرية بوابلٍ من الرصاص ثم انتشروا في كل مكان.. كل من يتحرك يطلقون عليه الرصاص.. يأخذون كل من يصادفوه ويختطفوه.. اختطفوا 10 أشخاص.. واصابوا ثلاثة.. ثم دخلوا بيت المواطن البسيط طه غالب وصبوا عليه وابلٍ من الرصاص وهو بجانب زوجته وابناءه حتى ضرج دمهُ وجوه ابناءه الصغار.. ظلت انفاس طه تتدافع.. وكانت زوجته تصرخ وتستنجد بالناس لإسعاف زوجها.. ولكن بغاة تلك العصابة منعوا اسعافه حتى فاضت انفاسه.. أي وجع هذا الذي احتملته زوجته وابناءه وهم ينظرون اليه ودمه ينزف حتى لفض أنفاسه الأخيرة ومات.. ارتكبوا كل ذلك ومضوا دون ان يأهبوا لأحد.. لقد انتهجوا طريقة جديدة ربما قد تشبع غريزتهم البشعة في قتل الرجال أمام زوجاتهم وابناءهم.. يا لفداحة صنيعهم إن الخطر الحقيقي لا يتمثل في إزهاق الأرواح على فداحة القتل، وإنما يتجلى في إحلال عقيدة الموت مكان الحياة حين لاتشبع غريزة القاتل الا حين يقتلك أمام زوجتك وابناءك. لمتابعة أخبار المشهد اليمني عبر التليجرام اضغط هنا