دخلت متاهات الحروف هروبا وغادرت وقتي للخيال كئيبا ولما دخلتُ الحرف أدركتُ أنني امتلأتُ زماناً وانتثرتُ دروبا وأغمدتُ في روحي الفصولَ وفي دمي خرائطُ أمشي فوقهنَّ غريبا رحلتُ شمالاً غير أنيَ لم أجدْ مراديْ ففجرتُ الجهاتِ جنوبا وفتَّشتُ عن معنايَ في كل لفظةٍ وعلقتُ لفظيْ في المدى مكتوبا وكَوَّمْتُ في شعري البحارَ فَبَلَّلَتْ سراباً تَهادى في الفؤاد رطيبا وقاربتُ سرَّ الحُب في الوردة التي تذوب دماً في أضلعي وطيوبا وأصغيتُ للصمت الذي انسكبتْ بهِ المعانيْ فأرسلتُ الكلامَ عجيبا وضَمَّخْتُ نفسيْ بالشعور يَهُزني ويملأ جسمي رعشة وقلوبا وقسَّمْتُ قلبيْ للمحبين كلهِمْ وقامَ دميْ في العاشقين خطيبا أنا فالقُ الحرفِ الذي انْفَلَقَتْ بِهِ ال معانيْ وَدَبَّتْ في الكلامِ دبيبا ضربتُ بهِ المعنى فَفَجَّرتُ عَيْنَهُ خيالاً سَرَى بين الحروف خصيبا على كلِ حرفٍ قامَ معنىً ركزْتُهُ أبَعِّدُهُ كيما يكونُ قريبا يسيرُ إليهِ الحائرون دليلُهُمْ دميْ في مجاهيل المدى مَصْلوبا أنا العاشِقُ المنفيُّ في كل مِلَّةٍ أكابدُ وجداً في الفؤادِ رهيبا أسابقُ أياميْ إلى ما أريدُهُ فيُمعنَّ في مضمارهِنَّ هروبا وأطلبُ معنىً ضَيَّعَتْهُ حروفُهُ وظلَّ وراءَ رموزِهِ محجوبا وأسعى على أطراف روحيْ كأنني أحاذر في تِيْهِ الدروب رقيبا حرقتُ فؤادي في الكؤوس وقلتُ لل ندامى احرقوا أرواحَكُمْ لتذوبا وَرَوَّيْتُ قلبيْ بالورودِ أذيبها فتنسابُ معنىً في دمي مسكوبا وطوَّحنيْ وجدي فَيَمَّمْتُ قفرةً مشى كلُ صبٍّ فوقها مجذوبا بقايا صدىً فيها بقايا حكايةٍ بقايا فؤادٍ فاضَ فيَّ ندوبا وقفتُ أنادي يا الذين تدثَّروا بوجدي أما من سامر ليجيبا فرد الصدى من ذا؟ فؤاد مغربٌ! رمتهُ اللياليْ في العراءِ فطوبى يهزُّ جذوعَ الشعرِ في كل ليلةٍ فيهميْ ولو كان المساءُ جديبا ويرحلُ في كلِ الجهاتِ كأنهُ يرومُ مُحالاً أو يجوبُ غيوبا يُفتش عن شعر يخلدُ حُبَّهُ ولم يتخذ بينَ الأنامِ حبيبا