من هو الزعيم الجنوبي الأكثر تأثيرا؟ لا إجابة لهذا السؤال ولفترة طويلة لن تتوفر هذه الاجابة، والامر نفسه ينطبق على وهم الكيان السياسي الذي بشر به عيدروس الزبيدي القادم من بيئة طاردة للحياة اسمها الضالع. لا يكفي ان يستدعى احدهم الى ابو ظبي لكي يصبح زعيما، هناك خارطة معقدة من الولاءات. والمرجعيات السياسية في هذا الكيان الجغرافي المسمى الجنوب. عيدروس الزبيدي لو كان هو الزعيم الجنوبي كما يطمح لما اضطر الى توجيه الدعوة لتشكيل كيان سياسي، بل كان يتعين عليه ان يشرع في التأسيس فلديه ما يكفي من المال لتحقيق هذه الغاية، خصوصا انه لم يعد يشعر بأية التزامات نجاه تنمية عدن وإخراجها من اجواء الحرب المدمرة التي عاشتها. انها اذا دعوة في الفراغ على الرغم من دلالتها الخطيرة على مستقبل الدولة اليمنية الموحدة، وعلى الرغم من انها تعبر عن النوايا السيئة للتحالف. ودعوةالزبيدي ايضا لا تعبر عن تعافي الجسد الجنوبي الذي لا يمكن ان يسترد عافيته الا بعد ان ينجز مصالحة حقيقية، لا تزال في تقديري حلما في بيئة سياسية واجتماعية متشظية ومنهكة للغاية. ينتمي عيدروس الزبيدي إلى منطقة جغرافية فقيرة من حيث الموارد، والعرض الوحيد المتاح الذي يمكن ان تقدمه هو الذي تقدمه اليوم وأعني به المسلحين الذين يغطون جانبا من حاجة الامارات لهذه الشريحة في المرحلة الحالية في كل من عدن والمكلا. الانفصال عن الشمال هو هدف حرضت عليه ايران ويحرض عليه آخرون، لكن الانفصال هو المشكلة التي سوف تتدحرج منذ اللحظة الاولى لانجازه لتتحول الى عاصفة كبيرة من العنف والصراع.