* لم يأت الحوثيون من الفضاء،هم نتاج طبيعي للفشل في أقامة دولة المواطنة المتساوية والنظام والقانون خلال أربعة عقود من عمر ثورة 26سبتمبر المجيدة. * تحميل الهاشميين بشكل عام وزر ممارسات نظام الإمامة، وتعمد كسرهم في الكثير من المناطق أدى الى شعور بالمظلومية هيأ الكثير منهم لتصديق الحوثي. * في حاشد مثلاً،كان يطلق الكثير على الهاشمي "وَطَفَة"،صفة تدل على ضعف الرجولة والعجز،وكثير منهم لم يكن يلبس حتى الجنبية،بل وغير الكثير ألقابهم. * شارك الهاشميون بقوة في ثورة سبتمبر،لكنهم شعروا بعد سنوات أن مسارها تحول من ثورة ضد الإمام والإمامة الى ثورة ضد الهاشميين كعرق والزيدية كمذهب. * بدلاً من النضال لإصلاح مسار الثورة، جرى عتب واسع في أوساط الهاشميين،ومراجعات، وشعر كثيرهم أنهم تورطوا في دعم ثورة سبتمبر، وهنا بدأت المشكلة. * حاول الهاشميون وتيارهم المشاركة في السياسة في عام 90 بعد الوحدة، شكلوا حزب، ووقعوا على وثيقة اعتبرت الولاية قضية تاريخية لا تصلح لهذا الزمن. * قمع نظام صالح وشركائه حزب الحق ووسائل اعلامه،وشعر بعض الهاشميين عندها أن لا فائدة من الديمقراطية،فاستحضروا فكرة الولاية -من جديد- كمُخلص لهم. * تبنى حسين الحوثي التنظير لفكرة الولاية من جديد،عارضه أغلب الهاشميين،لكن النظام حارب الجميع،وعاملهم كطابور خامس،فالتحق أغلب شبابهم بالحوثي. * تسببت ممارسات النظام وأخطائه وجرائمه وصراعات أجنحته أثناء الحروب الست في توسع سيطرة الحوثيين،وتحالف معهم كل ساخط من النظام حتى من اليساريين. * شعر غالبية الهاشميين أن الحوثيين أعادوا لهم أمجادهم التاريخية،فسلم كبارهم-سياسيين ومراجع دين-الراية لعبدالملك الحوثي ودانوا له بالولاء. * بعد دخولهم صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، توسع طموح حركة الحوثيين من الشراكة في السلطة الى الاستحواذ الكامل عليها ، وهنا بدأ مسلسل السقوط للحركة. * أقصى الحوثيون في البداية الإخوان المسلمين،ثم أقصوا كل التيارات السياسية،اشتراكيين وناصريين ومؤتمريين،ثم انقضوا على هادي الذي مكنهم من صنعاء. * لم يدرك الحوثيين الكارثة التي أحدثوها،ولا التوازنات الاقليمية والدولية التي كسروها،فجرت مغامراتهم البلد الى حروب داخلية وتدخل وعدوان خارجي. * لم يميز التحالف بين سلطة الانقلابيين وبين الدولة ومؤسساتها والشعب اليمني، فقصف المنشآت والمؤسسات والبنية التحتية وقتل المدنيين وحاصر الجميع. * شكل الحوثيون نظاماً سلالياً كهنوتياً قمعياً على شاكلة أنظمة القرون الوسطى التي حكمت أوربا، وأعادوا اليمن عقوداً الى الوراء في شتى المجالات. * أعاد نظام الحوثيين الى أذهان اليمنيين نظام الإمامة،وجر اليمن الى صراع اقليمي بصبغة طائفية تسبب في تفتيت اليمن عملياً وتمزيق نسيجه الاجتماعي. * لن يخرج اليمن من أزمته الا باستعادة روح ثورة سبتمبر،وتغيير الخطاب العنصري الموجه من البعض ضد عموم الهاشميين،ومطالبتهم باعلان موقف من الكهنوت.