الأخ المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ المحترم: يقال ان مبادرتكم تضحي بالعدالة وتتجاوز عن مرتكبي المجازر وتمنح القتلة والمجرمين الحصانة من المساءلة أود أن ألفت انتباهكم ايها العزيز إلى ان المبادرة على هذا النحو تتصادم مع ميثاق المنظمة الاممية التي تمثلها ومع العهدين الدولين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية، ومع كافة المواثيق والعهود الدولية التي تقطع بأن الجرائم ضد الانسانية لاتسقط بالتقادم وان منتهكيها يجب ان لايفلتوا من الملاحقة والعقاب من المؤكد أيها العزيز أن مثل هذه المبادرة ستكون محل استهجان حقوقي واسع، محلي واممي وسينظر إليها بإعتبارها سابقة خطيرة ووصمة خزي في جبين المنظمة الاممية، التي نحرص على سمعتها وان لايفقد الناس الثقة بها مثل هذه المبادرة ستكفل تكرار الجرائم وستفتح شهية القتلة لارتكاب المزيد من الجرائم بصورة اشد في المستقبل القريب والقريب جداً ، ما دام وقد وجدوا ان ارتكابها مأمون العواقب، وإن لاتبعات ، وسيجري توصيفهم باطراف سياسية ودعات حوار وصناع سلام عوضاً عن محاكمتهم كمرتكبي مجازر ضد الانسانية العدالة طريق الى السلام، ومن يضحي بالعدالة بدعوى الحرص على تحقيق السلام يفقدهما معاً، إذ لاسلام دون عدالة ، كل التجارب تؤكد هذا المعني، كل المواثيق والعهود الانسانية تشدد عليه تحياتي ايها العزيز، وكلي ثقة انك ستمثل لسان المظلومين وصوت الضمير الانساني المنحاز للضحايا لا القتلة والمجرمين.