قال أمير الشعراء أحمد شوقي : بسيفك يعلو الحق والحق أغلب وينصر دين الله أيان تضرب وما السيف إلا آية الملك في الورى وما الأمر إلا للذي يتغلب يقول المثل (إن غدا لناظره قريب) وهناك يلوح أمل في الأفق في الحرب اليمنية التي طالت والتي يريد لها محور الشر الذي تقوده روسيا وحليفتها إيران أن تتحول إلى حرب استنزاف طويلة ومستنقع للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن وجرح نازف للدم اليمني وأفق مظلم ليس له نهاية . يلوح الأمل في أفق الساحل الغربي من اليمن الذي يطل عليه ميناء الحديدة وأيضا ميناء مخا حيث تدور معارك ضارية يحقق فيها الجيش اليمني وقوات التحالف انتصارات باهرة فقد اشتعلت منذ أسبوعين كل الجبهات على الساحل الغربي وأيضا محافظة صعدة في تناغم وانسجام بين كل الجبهات مما جعل ميليشيا الحوثي وعلي عبدالله صالح تفر كالفئران من أمام الجيش اليمني الوطني المدعوم ببوارج من البحر وطائرات من الجو تابعة للتحالف العربي ولازالت الجبهات مشتعلة إلى أن تتطهر من أذناب نظام الولي الفقيه الحوثيين الذين يعدون أنفسهم نسخة من حزب الله في اليمن ويكونون دولة داخل الدولة. إن أهمية المعارك الدائرة حاليا في الساحل الغربي تأتي من أن إمدادات الحوثيين وميليشيا علي عبدالله صالح تأتي أغلبها عن طريق البحر من موانئ الحديدة ومخا التي يسيطر عليهما الحوثيون وانتصار الجيش اليمني وسيطرته على تلك الموانئ يقطع طريق الإمداد عن هذه الميلشيات وكذلك يفك الحصار عن مدينة تعز التي لا تبعد كثيرا عن ميناء مخا والتي يعاني أهلها كثيرا من الحصار الذي يفرضه الحوثيون عليهم ويعرضهم لكارثة إنسانية. إن الانتصارات في اليمن متزامنة مع سقوط حلب بيد نظام الجزار بشار وكأنها رد قوي وصفعة لنظام الولي الفقيه الذي يريد أن يستثمر الانتصار في حلب ليحوله إلى انتصار في اليمن ولكن هيهات فسيف الحق الذي يشهره خادم الحرمين الملك سلمان في وجه الطامعين والمحتلين والمرتزقة من الحوثيين وحزب الله والحرس الثوري الإيراني الذين يعيثون في الأرض فسادا وينفذون أجندة المرشد الأعلى خامنئي لإحياء الإمبراطورية الفارسية سوف يكتب له النصر قريبا كما جاء في سورة الحج (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) . لاشك أن حسم معركة الساحل الغربي في اليمن لصالح قوات الشرعية اليمنية والتحالف العربي هو ليس في صالح الحكومة اليمنية والشعب اليمني المناضل ودول مجلس التعاون فقط ولكن هو في صالح العالم أجمع لأن فيه حماية لباب المندب الذي تمر عبره البواخر من كل الدول ومن خلاله تهدد إيران الملاحة الدولية وذلك بالسيطرة على باب المندب وأيضا مضيق هرمز وهي بذلك تخنق العالم اقتصاديا ومن هنا تأتي الأهمية الاستراتيجية لمعركة الساحل الغربي. الجدير بالذكر أن الكيان الصهيوني أيضا يمتلك جزر تابعة لارتيريا ويستخدمها للتجسس والنشاط الحربي كما تفعل إيران حيث أنها تستاجر عدة جزر في منطقة باب المندب التابعة لارتيريا لإقامة معسكرات لتدريب الحوثيين والتنظيمات الإرهابية وكذلك تهريب السلاح للحوثيين والسيطرة على تلك المنطقة يمنع إيران من ممارسة أي نشاط عسكري ونصب منصات صواريخ إيرانية لضرب المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ولذلك حرب اليمن تعتبر مصيرية ومفصلية من أجل إجهاض المشروع الصهيوني والمجوسي الذي يهدف إلى تمزيق وتقسيم الدول العربية من خلال إثارة حروب طائفية عبثية تستنزف ثروات وخيرات دول المنطقة وتهدد أمنها واستقرارها.
