قال الشاعر الأخطل الصغير : نفس الكريم على الخصاصة والأذى هي في الفضاء مع النسور تحلق الحكمة اليابانية تقول (الرأس المرفوع بشمم يتطلب نفسا عالية الإباء) ولاشك أن زيارة الرئيس اللبناني ميشيل عون إلى المملكة العربية السعودية بتاريخ 9 يناير الجاري لها أكثر من مغزى ودلالة كونها أول زيارة للرئيس اللبناني بعد توليه منصب الرئاسة وهي تكاد تكون خروج عن المألوف لأن الرئيس عون هو خيار إيراني ومحسوب على حزب الله وهو حليف رئيسي له وهو ما يوحي بوجود تحول في السياسة الخارجية اللبنانية وتمرد على العراب الأكبر نظام الولي الفقيه في إيران الذي هو الراعي الرسمي لحزب الله الذي يعتبر دولة داخل الدولة في لبنان. إن هذا التمرد اللبناني على الراعي الرسمي للإرهاب الإيراني يذكرني بأحد الأفلام المصرية اسمه (لن أعيش في جلباب أبي) ولبنان اليوم بعد أن توقف الدعم السياسي والمادي اللامحدود من السعودية ولم توفر له إيران مطالبه واحتياجاته شعر بالخطأ الجسيم الذي ارتكبه في رفض أي قرار يندد بالتدخل الإيراني في شؤون الدول العربية وخاصة دول مجلس التعاون وأيضا غض الطرف عن التهديدات الموجهة للسفير السعودي بالاغتيال ورفض التنديد بحرق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد مما أدى إلى سحب السعودية لسفيرها من لبنان ووقف تمويل صفقة السلاح للجيش اللبناني التي قدرت بثلاثة مليارات دولار ومساعدات مالية أخرى ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان . نعتقد أن الرئيس اللبناني عون بهذه الزيارة التي تكتسب أهمية خاصة قد وجه صفعة قوية للنظام الإيراني الذي حول لبنان إلى محافظة إيرانية بدعمه اللامحدود لحزب الله الذي هو أداة بيد نظام الولي الفقيه والذي يحتفظ بسلاحه لإرهاب خصومه السياسيين الذي اغتال الكثير منهم وفي مقدمتهم الشهيد رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ومن هنا أهمية هذه الزيارة التي تعتبر انتصارا للدبلوماسية اللبنانية والسعودية وهزيمة منكرة للدبلوماسية الإيرانية التي لايمكن أن تقدم أي مساعدات بدون مقابل عكس المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج وهنا نريد أن نترحم على شهداء دولة الإمارات الخمسة في أفغانستان فهم استشهدوا وهم يفتتحون مشاريع خيرية ونقول للقيادة السياسية والشعب الإماراتي عظم الله أجركم في مصابكم الفادح وطبعا لا ننسى دولة الكويت التي أطلق عليها أمين عام هيئة الأممالمتحدة بانكي مون مركز الإنسانية وعلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله قائد الإنسانية فدول الخليج قاطبة تقدم المساعدات الإنسانية دون مقابل عكس النظام الإيراني الذي يقدم مساعدات فقط للدول التي تنفذ أجندته ومشروعه التوسعي لإحياء الإمبراطورية الفارسية . نأمل أن تكون زيارة الرئيس اللبناني للمملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى فاتحة خير على لبنان الذي دفع ولازال يدفع الثمن باهظا بسبب السياسة البلطجية المتهورة لحزب الله وآخرها التدخل في الحرب السورية لدعم نظام الجزار بشار وتداعيات هذا التدخل الخطيرة على أمن واستقرار لبنان وإنقاذ ما يمكن إنقاذه فقد زكمت رائحة القمامة في أحياء بيروت والمدن اللبنانية الأخرى الأنوف بسبب تسلط حزب الله ومنعه انتخاب رئيس لبناني لمدة سنتين . إن لبنان العربي الهوية والهوى لا يمكن أن ينسلخ عن هويته العربية ويرتمي في أحضان إيران وكذلك العراقوسوريا سيعودان لأحضان الأمة العربية طال الزمن أم قصر ونأمل أن تكون زيارة الرئيس اللبناني تفتح صفحة جديدة للعلاقات اللبنانية الخليجية وتضع حدا لمغامرات حزب الله العبثية وتدخله في شؤون الدول الخليجية وكذلك في سورياوالعراق ويكون الرئيس عون عونا لبلده لبنان والأمة العربية وليس أداة بيد فرعون وعراب الإرهاب نظام الولي الفقيه.