عبدالخالق عطشان الإنجازات السريعة في مجملها لايكتب لها الديمومة ربما لفجائيتها أو لضربة حظ منحتها الانجاز أو لأنها انجازات جرى الترتيب لها ترتيبا فاصبحت انجازات تحصيلية لا استحقاقية دونما اخذ في الاعتبار لأسس قوية وأهداف واضحة ووسائل تتلاءم مع تلك الأهداف ومراعية لتغير الأحوال ( الزمان و المكان والشخوص). يتساءل ويستفهم الكثيرون عن الانجازات التي حققتها الشرعية وهي تساؤلات في مجملها تعجبية وبعضها يحمل كثيرا من النقمة والسخرية وكأنهم يسألون لماذا تتأخر الشرعية في تحقيق أهدافها وهي ذات أهداف ثورة فبراير الشبابية أضف اليها الهدف الأكبر والذي برز للواجهة حين انقلاب 21 سبتمبر العنصري ألا وهو ( انهاء الانقلاب وإعادة دولة الشرعية والنظام والقانون) والذي بتحقيقه تتحقق بقية اهداف ثورة التغيير الشبابية. للمتسائلين عن انجازات الشرعية وعن بطئها في تحقيق الأهداف نلفت عنايتهم وبصائرهم أن الشرعية ليست نبيا مؤيدا بالمعجزات لتحقيق كامل الأهداف والغايات ولاتعمل هذه الشرعية بمعزل عن المحيط الإقليمي أو الدولي وإنما هي مرتبطه ارتباطا وثيقا بهما وبقدر مايكون قيمة هذا الإرتباط معوقا من المعوقات- عند البعض- فهو في حد ذاته انجازا كون الشرعية استطاعت لليوم بمرونتها أن تحافظ على قيمتها ومكانتها كمنظومة ومؤسسة شرعية تقود البلاد في احلك الظروف ويتخاطب معها العالم على أنها صاحبة الحق في الحكم واستعادة الدولة. قدمت الشرعية ومازالت تقدم الكثير من التنازلات محاولة استعادة الدولة بأقل الخسائر غير أن هذا لم يَرُق للطرف الإنقلابي والذي يمضي بتعنتاته لاستكمال مخططاته السلالية يساعدها في ذلك الدعم الايراني والتصرفات اللا مسؤلة لبعض دول التحالف والتي تسعى باكرا لبسط الوصاية على الشرعية و قيادتها وانتقائيتها للمغانم ومازالت المعركة مع الأنقلابيين لم تحسم بعد وهذا يعتبر معوقا للشرعية في تحقيق غاياتها إلا أن تعامل الشرعية الديبلوماسي والمتزن مع هذا العائق يعتبر انجازا كون الشرعية حريصة على استحقاق دعم جميع دول التحالف لها مدركة خطر انسحاب بعض الداعمين الآني والمستقبلي. ثمت أخطاء للشرعية تكمن مابين معوقاتها وانجازاتها وتسعى لاستدراك تلك الأخطاء لكنها لن تكون أخطاءً فادحة ومكلفة كأخطاء الانقلابيين والذين لم يكن لهم أي انجاز يذكر منذ انقلابهم. ختاما : لليوم ومنذ 55 عاما لم تتحقق أهداف ثورة 26 سبتمبر كما هو مخطط لها وملبية لطموحات الشعب فعجبا لمن يقدح وينطح في ثورة 11 فبراير والشرعية التي تمخضت عنها أنها لم تحقق أهدافها ولم يمض عليها بعد 6 أعوام اعترضتها معوقات لاتقل عن معوقات ثورة 26 سبتمبر إن لم تكن أكثر خطرا منها .