عبدالله الهدلق على الرغم من تأرجح المواقف و المصالح بينهما إلا أن العلاقة بين بلاد فارس (إيران) وحركة (حماس) الإرهابية تأرجحت خلال السنوات الماضية بين التقارب والتباعد وغلب عليها الخلاف ومع ذلك يمكننا القول إن الطرفين حافظا على شعرة معاوية بينهما خلال تلك الفترة ، وطرأت تغيرات كثيرة كانت لها انعكاساتها على هذه العلاقة فانتخاب يحيى السنوار وإسماعيل هنية، وتراجع الموقف العربي الداعم ل (حماس) وتشديد الحصار الإسرائيلي وحصار رئيس (السلطة الفلسطينية) والرئيس المصري على (حماس) كلها تطورات دهورت علاقات (حماس) مع إيران التي يزداد وضعها الإقليمي سوءاً فهي لا تزال تريد حماس حليفًا يحقق لها مصالح على الساحة السياسية والعسكرية . وجاءت ما تُسمى (الانتفاضة الفلسطينية !) الأولى كلبنة أساسية في العلاقة بين إيران وحركة (حماس) وأكملت إتفاقية أوسلو طريق التقارب بين الطرفين اللذين عارضا اتفاقيات السلام مع إسرائيل، وتوطدت العلاقة بعد ما يُسمى (الانتفاضة الثانية !) إذ دعمت إيران (حماس) عسكرياً ومالياً ، وسار التقارب الإيراني مع (حماس) نحو متانةٍ أكثر، وأصبحت (حماس) ثاني أكبر فصيل يتلقَّى دعماً من إيران بعد (حزب اللات) قبل عام 2011، ولكن التراجع في العلاقة بين (حماس) وإيران حدث في العام 2011 عندما اندلعت الثورة السورية وغادرت الحركة العاصمة دمشق إلى عاصًمة قطر وتراجع الدعم الإيراني المالي والعسكري ل (حماس) بسبب موقفها المؤيد للثورة السورية . وعلى الرغم من كل ذلك فلا يمكن اعتبار السنوات الأخيرة سنوات قطيعة تامة بين الجانبين وإن كانت غير مرضية للطرفين ، إذ كانت محاولات مد جسور العلاقة أمرًا قائما بين الفينة والأخرى، فعلى سبيل المثال سجل مقتل سمير القنطار الإرهابي في (حزب اللات) داخل سورية في غارة إسرائيلية محطةً هامة في عملية التقارب، إذ فاجأت (حماس) الجميع بتعزيتها ل (حزب اللات) بذلك. وصرح من يُسمى رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق، في منتصف عام 2016 بأن ما قدمته إيران من دعم للمقاومة (الفلسطينية !) سواء على صعيد الإمداد أو التدريب أو المال، لا يوازيه سقف آخر، ولا تستطيعه معظم الدول، وهو ما سجل كنقطة إيجابية في العلاقة بين الطرفين وبالنظر إلى قرار حركة (حماس !) اختيار يحيى السنوار قائدًا للحركة في قطاع غزة فقد أعاد هذا القرارالحديث عن تقارب مع إيران لكون الرجل من معسكر هذا التقارب، وقد قرأ المراقبون في انتخابه إمكانية ترتيب العلاقة مع إيران وفتح آفاق جديدة معها ، وشهدت علاقة (حماس !) بإيران دفئاً تدريجيًا من خلال وجود جهود متبادلة من الطرفين في إعادة المياه إلى مجاريها بعد ما حدث بسبب القضية السورية . وتبقى حاجة الطرفين لبعضهما البعض، تفرض نفسها على المستقبل القريب والمشهد الإقليمي الحالي، وبين خيارات عودة العلاقات أو قطعها أو التذبذب بين الخيارين السابقين، تزعم إيران أنها معنيّة بالدعم العسكري لفصائل المقاومة (الفلسطينية!) مثل (حماس والجهاد !) وبالتالي فهناك مصلحة مشتركة بين حماس وإيران التي لديها حرص على العلاقات مع حماس ، وربما لن تعود العلاقات إلى سابق عهدها من الالتزام الكامل والتحالف الاستراتيجي، لكن على الأقل ستنتقل من البرود الكامل إلى الدفء التدريجي بانتظار موافقة الجانبين .