ضد الانقلاب ومع اخراج صالح من العمل السياسي، وكل مواقفي تنبع من تأييد كامل للشرعية. ماذا لو كنت في صنعاء هل سأشارك في فاعلية المؤتمر في ذكرى تأسيسه ال 35 في 24 اغسطس 2017؟ وللإجابة أقول: اولا: لا افهم الصراع من منطلق اللحظة ولا الماضي وانما تركيزي عادة على المستقبل. ثانيا: جناح صالح ليس شخص ولا أقلية انه يمثل قطاعات واسعة تبدأ من حارس العمارة الى دكتور الجامعة، من الموظف العادي الى الوزير ومن الفلاح الى رجال مال وأعمال هو طيف واسع من أبناء الشعب ينتمون للمؤتمر ومؤيدية كثر. ثالثا: الصراع وان كان بين متمردين على الشرعية الا ان الصراع المركزي بين مشروعين مشروع جمهورية الشعب ومشروع الولاية باي شكل تمظهر بين مشروع اليمنيين كلهم اخوة متساوون وبين مشروع الاستعلاء العرقي باسم الله بين مستقبل دولة المواطنة ومشروع العنصرية الحوثية. رابعا: الكتل الشعبية المؤيدة للمؤتمر مصالحها مع الجمهورية ودولة يحكمها ابنائها والحوثية تشكل لها نقيض على مستوى المصالح والعقائد المركزية لتأسيس الحكم وهي وكتل المؤتمر الشعبية المؤيدة لجناح صالح لا تختلف كثيرا على الأهداف الكلية لمعركة الشرعية في استعادة الدولة وان كان هناك تناقض مصالح بالامكان اعادة تنظيمها وفق ما ترافق عليها أبناء اليمن في حوارهم الوطني. خامسا: لا يوجد كتلة وطنية قوية وتمتلك ادوات فاعلة في مناطق سيطرة الانقلاب ملتزمة بجمهورية الشعب كالكتلة المؤتمرية وهي قوة لا يمكن تجاوزها حتى في حالة تمكنا في الشرعية من تحقيق غلبة عسكرية وفِي حالة الحل السياسي فالمؤتمر سيكون أقوى الحوامل لاي عملية سياسية. سادسا: جناح صالح المؤتمري نتيجة تغلغله الاجتماعي وارتباط مصالح قواه المختلفة في المؤسسات العامة والخاصة وفِي المجتمع يمثل عامل اعاقة لتفشي الكهنوت الحوثي اجتماعيا وسياسيا وفكريا بالذات بعد ان اتضحت للناس الصورة الحقيقية للحوثية واستهداف الحوثية الممنهج لكل ما هو مؤتمري كان حليف لهم او مؤيد للشرعية. سابعا: المؤتمر ارتباطاته بايران ضعيفه ان لم تكن معدومة رغم محاولات إيرانية ورموز خبيثة مؤتمرية لبناء علاقة لصالح الخمينية بما يجذِّر مشروع الحوثية، ناهيك ان الإيرانيين لا يثقون بالمؤتمر جناح صالح ولا بصالح ويرونه عائق امام إتمام مشروعهم رغم نصائحهم للحوثية بعدم الدخول معه بمواجهة خائنه تنهي دوره لمعرفتهم ان البيئة ليست مهيئة وقناعتهم ان ذلك سيضعف وكيلهم الحوثي. ثامنا: جناح صالح المؤتمري رغم أخطائه المراكمة الا انه يدير صراع سياسي وفق حسابات عقلانية والصدمات التي تلقاها كفيلة بان تعلمه وتمكنه من التفكير بالمنطق للوصول الى حل سياسي تمكن اليمنيين من استعادة دولتهم وشرعنة الحكم مصلحه لليمن وله وللجميع فهو اكثر الخاسرين من استمرار المغامرات التي تديرها الأحزاب الأيديولوجية ناهيك عن خسائر اليمن دولة وشعب. تاسعا: هذه الفاعلية قد يراها البعض في الشرعية خسارة وهذا غير صحيح لان الفاعلية تجري في مناطق الانقلاب لا في المناطق المحررة، وتمايز صفي الانقلاب وتقوية جناح صالح فيه ربح مستقبلي لليمن وتوازن يساعد على تفكيك السيطرة الحوثية الشاملة. عاشرا: لا تعمينا تناقضات اللحظة الراهنة ولا مصالحها ولا نزاعاتها ولا ماضي الصراع الذي اوصلنا جميعا الى وضع كارثي ولا الكراهية والاحقاد وعلينا ان نفكر بالمستقبل فصالح ليس مخلدا ولا جناحه ثابت لا يتغير، فالخطر الذي فرضته الحوثية يهدد الجميع بلا استثنا وحلفائهم يخسرون يوميا كبقية اليمنيين وكيان الحوثية الموازي يتضخم على حساب الدولة ومستقبل التعايش ويهدد مسارات السلام ويبث سمومه في جسد الجمهورية ويضع اليمن في هاوية بلا قرار وهو مشروع نقيض لجمهورية الشعب ولابد من محاصرته بكل الممكنات التي تساعد اليمنيين على النجاة. وبالامكان إسناد مبررات واقعية ومنطقية وحتى لا يطول المنشور اكتفي بما سبق وأقول: لو كنت في صنعاء لشاركت في الفاعلية رغم موقفي الحاسم والصارم من الانقلاب وتأييدي للشرعية. لذا أرى ان كل جمهوري مراهن على المستقبل بصرف النظر عن الاختلافات العميقة داخل الصف الجمهوري لابد ان يشارك ولا تهتموا بالشعارات المرفوعة ولا بالخطابات التي ستقال فما يهم ان تفهم الحوثية ان الشعب مازال قويا ولو من خلال فاعلية حزبية حتى مع الخصم. من ليس مؤتمري ومن هو محايد او حزبي ليتعامل معها كفاعلية وطنية لتأكيد قيم جمهورية، والمشاركة لمن هم في مناطق سيطرة الانقلاب ويرفضون الانقلاب لتكن خيار وطني اولا قبل ان تكون مؤتمرية والمشاركة فيها من وجهة نظري لمن يراهن على مستقبل أمن للجميع وسلام مستدام وعلى انقاذ جمهورية الشعب من اوجب الواجبات الجمهورية. نعم سأشارك رغم اني نادر جدا جدا ما أشارك في المظاهرات والفعاليات الجماهيرية الواسعة.