إعتبر الكاتب والمحلل السياسي – رئيس مركز الجزيرة للدراسات الدكتور نجيب غلاب بان التحضيرات التي يجريها الرئيس السابق صالح لتنفيذ تظاهرة يوم غدا السبت بصنعاء، محاولة لإنقاذ صالح والدفع باتجاه إعادة تدويره بعد أن تشكل إجماع دولي وإقليمي بإنهاء دوره. واوضح في حديث خاص ل«الخبر» بان جماعة الحوثي لا تمانع أن تقوم بمهمة إنهاء دور صالح ولو عبر عملية قيصرية تؤدي إلى سجنه أو قتله أو طرده من اليمن. رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات لفت إلى أن الجناح الحوثي الأكثر تخفيا والذي يدير التنظيم الحوثي من وراء الكواليس يعمل على تخفيف الاندفاع الحوثي المباشر ويخططون لاغتيال صالح بحيث لا تتحمل الحوثية دمه وتسعى لاستغلال حدث كهذا لصالحها. ويؤكد غلاب بان هناك أجنحة حوثية ومتحوثة يتحكم بها صالح ويمتلك قوة تفجيرها من الداخل وهذا ما يجعله قادرًا على صدّ أي انقلاب ضده من قبل الحوثية، كما انه قد بناء منظومة أمنية صارمة لحماية نفسه، مشيرا الى الاحتمال أن تبدأ الحوثية في تصفية بعض الكوادر القيادية في المؤتمر وممارسة ضغوط على صالح وربما افتعال مشاكل قد تؤدي إلى الدخول في صراع محدود لامتحان ردات الفعل والانتقال لاحقا لعنف شامل لإذلال تيار صالح وإخضاعه كما حدث للأحزاب الأخرى ولقيادات الدولة أثناء وبعد الانقلاب. ولفت إلى أن اقتراب الحل السياسي وضع المؤتمر أمام مأزق كبير، حيث يرفض أن يكون طرف انقلابي ويؤكد أن لا علاقة له بسلطة الانقلاب الحوثية وفي الوقت نفسه يرفض الشرعية ويرى أن لا شرعية للرئيس هادي، وهذا يجعله خارج طاولة التفاوض وبالذات أن كتلة المؤتمر المؤيدة للشرعية تقول أنها من يمثل المؤتمر، وهذا يجعل صالح بالنسبة لهم متمرد على سياسات الحزب واستراتيجياته. ونوه إلى أن ما زاد من معضلة جناح صالح المؤتمري هو أن الحوثية قبلت تنفيذ مقررات مجلس الأمن وعقدت صفقات مازالت ملامحها غامضة إلا أن المؤكد أنها استسلمت وبدأت تقدم أكثر مما هو مطلوب منها. غلاب في حديثه يرى بان صالح يريد من خلال هذه التظاهرة لاستعراض قوة الجماهير المؤيدة للمؤتمر حتى يتمكن من تحييد الجناح المؤيد للشرعية في أي مفاوضات قادمة، مضيفا بان هذا المظاهرة لا تأتي في سياق رفض التدخل العربي بعد أن تم الاتفاق على التهدئة والهدنة وإيقاف إطلاق النار كمقدمة لمشاورات الحل السياسي بل هي استعراض للقوة الشعبية استعدادا للمرحلة القادمة وإظهار صالح كقائد يحضا بتأييد جماهيري وهذا حسب اعتقادهم سيخفف وطأة الضغط عليه للخروج من اليمن، ويبدو أن جناح صالح في طور الاستعداد للمرحلة القادمة وهي مرحلة سيكون التركيز فيها على الأدوات الناعمة بعد أن وصلت فكرة توظيف العنف في الصراع السياسي إلى نهايتها ولم تعدّ مجدية مستقبلا حسب تعبيره. وقال: صحيح بان هناك جناح حوثي مؤتمري قوي وفاعل لكنه هذه المرة يراهن على المؤتمر حتى يكون قادرًا على تسويق نفسه من داخله ويشكل عامل حماية للحوثية من أي انقلاب مؤتمري وفي الوقت نفسه يدعم ويسند الحوثية ويقويها ويريدها قوة معسكرة وجناح أيديولوجي متنفذ في الدولة والمجتمع ويعمل هذا الجناح على الانحناء للعاصفة والاستعداد لمرحلة اخرى من التخفي والعمل لتجميع القوة وتنظيم الاختراق وحفظ المكاسب التي تحققت للثورة المضادة للجمهورية خلال فترة حكم الانقلاب الحوثي، هذا الجناح يريد الحوثية والمؤتمر قوة متكاملة وهذا يخدم الحوثية ويمكنها من التغلغل عبر أقنعة المؤتمر. وأضاف بان هذا الجناح يرى أن تكون المظاهرة واحدة صباحا والاخرى مساء إلا أن أطراف حوثية ومؤتمريه مصرة على التمايز والمغايرة، لافتا الى ان الجماعة الحوثية مرعوبة من أن يظهر المؤتمر بكتلة جماهيرية قوية وتظهر هي ككتلة ضعيفة وهي تدرك أن مظاهراتها السابقة كانت مرفودة بقوة الجماهير المؤتمرية وهذا ما يدفع بعضهم إلى محاولة إفشال مظاهرة صالح المؤتمرية. ولفت غلاب إلى أن الاختلاف بين المؤتمر بجناحيه طبيعيا فهناك تناقضات جذرية بين الطرفين على مستوى العقائد السياسية وعلى مستوى المصالح وكلاهما يتنافسان على نفس مجالات القوة الشعبية والسلطوية، إلا أن الحوثية ترى بان انهيار المؤتمر جناح صالح سيعطيها قوة مضافة في المرحلة القادمة وهي بالحدّ الأدنى تريد استمرار المؤتمر كبيئة حاضنة لها وهذا ما يدفعها للتأني في محاصرة قياداته خوفا من ردة الفعل التي قد تحدث وتربك كل مخططاتهم التي بدأوا ينسجونها من خلال الاستسلام. المصدر | الخبر