قال تعالى في الآية الكريمة (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) وهي دعوة للتسامح وحل الخلافات بالحوار والتفاهم وليس بالتصعيد والتصادم وهو ماتقوم به دولة قطر من اللجوء إلى الهيئات الدولية بهدف تدويل الخلاف والاستعانة بدول إقليمية مثل إيرانوتركيا بدل التفاهم مع الدول المقاطعة والتجاوب مع الوساطة الكويتية التي تقف على الحياد وتبحث عن مخرج للأزمة الخليجية وفق مبدأ لا ضرر ولا ضرار وأن ترضي جميع الأطراف. تداولت وسائل الإعلام خبرا مفاده أن الوساطة الكويتية بدعم أمريكي وأوروبي اقتربت من الوصول إلى حل لهذه الأزمة التي كانت مرشحة أن تطول لأشهر وسنوات وكانت هناك جولة النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد حاملا معه رسائل من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله لإخوانه ولقائه ملوك ورؤساء الدول المقاطعة وكذلك إلى أمير دولة قطر الشيخ تميم لشرح وجهات النظر وخارطة طريق حل الأزمة للبدء في الخطوة التالية وهي كما ذكرت صحيفة القبس الكويتية عقد اجتماع للدول المقاطعة وقطر في الكويت حتى يكون هناك نقاش وحوار على أن تكون هناك ضمانات لنتائج الحوار تكون برعاية أمريكية أوروبية كويتية. أبرز ملامح التسوية للأزمة الخليجية كما تم تداولها مؤخرا في وسائل الإعلام هي المفاوضات المباشرة والعودة إلى اتفاق 2014 وطبعا وقف الحملات الإعلامية والتراشق الإعلامي ونشر الغسيل وهناك من ينفخ في نار الإعلام حتى تزداد اشتعالا فتحرق كل محاولات التسوية والتفاهم والحوار وتصب الزيت على النار خاصة ماكينة إعلام الراعي الرسمي للإرهاب النظام الإيراني وكذلك إعلام التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وهي الأطراف المستفيدة من استمرار الأزمة. إن الولاياتالمتحدةالأمريكية أولت الأزمة الخليجية اهتماما بالغا نظرا لأن لها مصالح ضخمة في منطقة الخليج ولاتريد أن يكون هناك توتر وعدم استقرار مما يعطي الفرصة لبعض الأطراف مثل إيرانوتركيا للتدخل في منطقة الخليج وتحقيق مكاسب مادية وسياسية وعسكرية كما هو الحال مع تركيا التي لديها قاعدة في قطر ولذلك قام وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون بزيارة للكويت والدول المقاطعة وقطر ووقع في قطر على اتفاقية مكافحة الإرهاب ووضع تصور وخارطة طريق وهناك وفد أمريكي في المنطقة يستكمل مهمة وزير الخارجية تيلرسون . لاشك أن الوساطة الكويتية هي الأساس في البحث عن حل للأزمة الخليجية وقد حظيت بتأييد عالمي وأي وساطة جديدة تكون مبنية على الوساطة الكويتية التي يقودها ربان وأمير الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله لما يتمتع به من حكمة وحنكة سياسية واحترام وتقدير من أطراف الأزمة الذي يسعى إلى جمع قادتها في اجتماع في الكويت المتوقع أن يكون قريبا. هناك مثل يقول (أكلت يوم أكل الثور الأبيض) وأي فتنة وخلاف بين أعضاء دول مجلس التعاون فهو يهدد بقاء هذا المجلس واستمراره فلو مثلا تم شطب قطر من مجلس التعاون سوف تكر السبحة على دولة ثانية حتى ينفرط عقد مجلس التعاون ولذلك نقول الصلح خير وليس بالضرورة أن تنفذ دولة قطر كل مطالب الدول المقاطعة ولكن تنفذ البعض منها مثل وقف الحملات الإعلامية وأيضا وقف دعم التنظيمات الإرهابية وهو تعهد مكتوب بين قطروالولاياتالمتحدةالأمريكية حيث ستكون هناك آلية دولية لمراقبة وقف دعم الإرهاب وهي مسؤولية دولية. هناك حاجة لبناء الثقة بين أطراف الأزمة وهي قطعا تحتاج لوقت والوساطة الكويتية حتما ستلطف الأجواء وتهدئ التوتر . الخلاصة هي أن أي خلاف بين دول مجلس التعاون وكذلك الدول العربية يصب في مصلحة أعداء الأمة وهم الكيان الصهيوني الذي لذيه مشروع لتفتيت الدول العربية وهناك الراعي الرسمي للإرهاب الدولي النظام الإيراني الذي أيضا لديه مشروع إحياء الإمبراطورية الفارسية وأذناب إيران من حزب الله وكلاب النار داعش والحشد الشعبي وبقية التنظيمات الإرهابية الشيعية والسنية والتي يتم تحريكها بالريموت كونترول من الدول الداعمة للإرهاب وهي معروفة لنشر الخراب والدمار في دول المنطقة وتمزيقها ونهب ثرواتها .